============================================================
روض المناظر فى علم الأوالل والاواخر الا الله برا وبحرا، فالأسفل جوف الأرض السابعة، كما أن الأعلى فوق السماء السابعة، وأسفل من جوف الأرض السابعة بحار الظلمة سبعة مضاعفة إلى ما لا يعلمه إلا الله تعالى، وأسفل من ذلك جهنم طباق سبعة، هى أسفل السافلين.
وكرة الأرض غائصة فى بحارها الحيطة بها كالبيضة فى الماء، قليلها بارر، وعلى ذلك القليل آنهار عذبة، وجبال ونبات وحيوان لا يعلمه إلا الله تعالى، على اختلاف أجانسه وأتواعه، وهذه البقعة السابعة من الأرض كانت تتحرك فأمسكها الله بجبل قاف محيطا بها، والجبال كلها عروقه.
وأول ما ظهر من الجبال أبو قييس(1)، ومن الأرض مكة ولذلك سميت ام القرى.
روى أتها كانت سفينة على وجه الماء يعصبد الله عليها ملكان قبل خلق الأرض بألفى عام(6)، بوهله الكرة هى كالبيضة محمولة بإذن الله تعالى على ملك عظيم، قدماه على صخرة من ياقوته خضراه يحملها ثور عظيم اسمه كيرثان، قوائمه على حوت عظيم وت قال ابن عباس - رضى الله عنهما-: ودون الحوت البحر، ودون البحر جهنم.
وخص هذا الجانب من الكرة المشبهة بالبيضة بهذا الحمل لشرفه على سائر النواحى بكثى بثى آدم فى الربع المعمور منه، قال الله تعالى : ( ولقد كرمتا بنى آدم وحملتاهم فى البر والبحر) (الاسراء: 70) .
وهذا الربع المعمور قسمه الذين طافوا به، كافريدون النبطى، وتبع الحميرى، وسليمان بن داود - عليهما السلام - والإسكندر ذو القرنين، وأرد شير ين بابل الفارسى اقاليما سبعة، طولها من المشرق الى المغرب، وعرضها من الشمال مدار الجدى، إلى الجنوب مدار سهيل، وأطولها الإقليم الأول، وهو عشرة آلاف ميل، ومانتا ميل، مقسومة على مائة وثمانين جزهه سموا كل چزه دوجة، وهذا هو تصف دور (1) أبو قبيس هو الجبل المشرف على الصفاء سمى برجل من ملجح كان يكنى ابا قبيس، لاته أول من بثى فيه، وكان يسمى فى الجاهلية الأمين، لأن الركن كان مستودعا فيه عام الطوفان وهو احد الاخشبين. المتظم (138/1)، معجم ما استعجم (1.40)، الصحاح (457/2).
(2) قال ابن الجورى فى المتظم (128/1): وروينا أن الكعبة خلقت قبل الأرض. روى عكرمة عن اين عباس قال: وضع البيت على الماء على أريعة أركان قبل أن يخلق الله الدنيا يألفى عام، ثم دحيث الأرض من تحت البيت.
مخ ۲۵