============================================================
روض المناظر فى علم الأواثل والأواخر اتحوكم ويرد وجهى القهقرى عنكم فسيرى مثل سير الكواكب القصد نحو المشرق الاتصى لكم والسير رأى العين نحو المغرب وأجرام السموات شفافة من شدة صفائها، فلذلك ترى الكواكب السبعة كلها فى سماء الدنيا، والقمر نوره من تور الشمس ويسبب ذلك يزيد نوره وينقص بكون الخسوف والكسوف.
قال وهب(1): خلق الله الشمس من نور عرشه، والقمر من نور حجايه.
وقال كعب: يؤتى بهما يوم القيامة فيقذفان فى النار.
وانكر ابن عياس - رضى الله عنهما - ذلك وقال فى قوله تعالى: (اذا الشمس كورت (التكوير: يكور الله الشمس والقمر يوم القيامة فى البحر، ويبعث ريحا ريورا فتضرمهما تارا: وقال على: والمجرة باب فى السماء، منه تنزل الملائكة، ومثه نزل الماء فى الطوفان، والدنيا كلها سمواتها وأراضيها، وكل ما فى ذلك كرة واحدة، مثل حبة خردلة فى جوف الكرسى، ونسبة الكرمى إلى العرش كذلك، فسطح هذه الكرة من كل جوانبها هو فوق ما فوقه، فهو أعلى علين من اى جهة فرضية لهذه الكرة، واعلاها هو الفلك الاعظم، وأسفل منه هو الفلك الذى يليه، وهلم جرا إلى سماء الدنيا المحيطة بكرة الأرض من كل جوانبها غير متصلة بشىء منها، بل هى واقعة فى الهواء بإذن ربها.
واختلفت الحكماء فى السبب المقتضى لذلك، فقال بعضهم، جذب الفلك لها من كل جهة على السواء، وقال بعضهم بل جذب مركزها لذلك، وقال بعضهم: بل تساوى الدفع منها، والحق أنه باذن الله تعالى مخصوصية الموضع الأبق بها، ويطرد ذلك فى كل ذلك.
وكرة الأرض بجبالها ويحارها طباق سبعة بعضها جوف بعض على سطح العلياء منهن بثو آدم، وملائكة الأرض، وما شابه ذلك الآبق من الحيوان والتبات، وخفيف الجان.
وفى الأرض الذى أسفل منها ، وهلم جرا ألى السابعة من خلق الله ما لا يعلمه (1) هو وهب بن منبه بن كامل اليمانى أبو عبد الله الابتاوى. ثقة من الثالثة، مات سنة بضع عشرة.
التقريب (339/2).
مخ ۲۴