============================================================
بمالله الزالية ( مقدمة المؤلف) وصلى الله على سيدنا أشرف الخلق محمده وعلى آله وصحبه وسلم قال سيدنا شيخ الإسلام محب الدين ابو الوليد محمد بن الشحنة الحنفى نفع الله المسلمين بحياته، وأعاد عليهم من بركاته: الحمد لله الذى احسن كل شىء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين، فتبارك الله احسن الخالقين، وصلى الله على سيدنا محمد أشرف الرسل، واكرم الخلق، الفائق فى كل جود على كل مرجود بقضيب السبق وعلى آله الكرام، وأصحابه مصابيح الظلام فقد التمس منى من طاعته من اجل المناصب، ومن هو لرايات السعادة ناصب، قرة عين الزمان، سيط مولانا السلطان أحسم العلماء والسلاطين، الملك المؤيد عماد الدين البارع السيم، الجامع بين محاسن السيف والقلم، الطيب الأصل العظيم القدر محمد بن موسى بن شهدى ناتب السلطنة الشريقة بقلعة حلب المحروسة، حمل الله بطلعته المواكب ممتطيا هام الكواكب، ما غنت الورقاء على أوراقها، واستملت منها على اطواقها أن أجمع له كتايا فى التاريخ وجيز الالفاظ والمبانى، أنيق الفحاوى والمعانى، فأصغيت إسماعا لمقاله، ووجهت ركاب همتى تحو سؤاله، وامتلت لاشارته الشريفة، التى طاعتها أعظم وظيفة، وشرعت فى جمع هذا الكتاب امتثالا لها، حيث هى الصواب، لأن التاريخ باب حسن من العلم إبتداء، ذو مصراعين مفصلين، حسن التدبير لمن طرقهما مخلصين، وجعلت له مفتاحا وخاتمة.
أما المفتاح: فهو فى ابتداء خلق السموات والأرض وما فيها من العجائب من خلق الله تعالى.
وأما الصراع الأول: ففى مدة ما بين هبوط آدم - عليه السلام - الى هجرة سيدنا
مخ ۱۹