رود مناظر

Ibn al-Shihna d. 815 AH
162

============================================================

روض المناظر فى علم الأوائل والاواخر دخل السرداب الذى بدار آبيه بسر من راى وأمه تنظر إليه، ولم يخرج منه إلى الآن، وكان عمره تسع سنين: وفى سنه خس وخمسين ومائتين: استولى يعقوب الصفار على كرمان، ثم استولى بالسيف على فارس، ودخل شيرار، ونادى بالامان، وكتب إلى الخليفة انه تحت طاعته، وبعث إليه هدية جليلة، متها عشرة بزاة بيض، ومائة مسك.

وفيها: طلبت الأتراك من المعتز تفقة فعجز عنها، فاتفقت الأتراك والمغاربة والفراعنة على خلعه، وصاروا إلى بابه، فناذن لبعضهم فى الدخول، فجروا برجله وضربوه بالدبابيس وأقاموه فى الحر طويلا، ثم ادخلوه حجرة وأحضروا القاضى أبو الشوارب وأشهدوا عليه بخلع نفسه، ثم منعوه الطعام والشراب الى أن مات، فكانت مدة خلافته اربع سنين، وسبعة أشهر إلا سبعة أيام، وعمره أربما وعشرين سنة وثلاثة عشر يوما.

وبويع لمحمد بن الواثق بالخلافة ولقب بالمهتدى، وأمسكت قبيحة أم المعتز، وظهر لها اموال عظيمة: آلف آلف دينار، تحت الأرض، وقدر مكوك رمرد، وقدر مكوك لؤلؤ، وكتلجة ياقوت أحمر، فقال صالح بن وصيف: قبح الله قبيحة، عرضت ابنها للقتل لاجل خمسين ألف دينار وعندها هذه الأموال كلها، وكان المتوكل سماها قبيحة لفرط حستها.

ثم سارت الى مكة فكاتت تدعو بصوت عال على صالح بن وصيف وتقول: هتك سترى، وقتل ولدى، وغربنى عن بلذى، وركب الفاحشة منى: ولى هذه السنة: ظهر على بن محمد بن عبد الرحيم من ولد عبد القيس بجع من الزنج، وادعى آنه على بن محمد بن أحمد بن عيسى بن ريد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب، واستفحل آمره بالبصرة.

وفيها: توفى الجاحظ عمرو بن بحر، قال: ذكرت للمتوكل لأعلم اولاده، فلما اسحضرتى استبشع منظرى، قأمر لى بعشرة آلاف درهم وصرفتى، ولما جاور التسعين سنة أنشد بحضرة المبرد: اترجو آن تكون وأنت شيخ كما كنت أيام الشياب لقد كذبتك نفسك لبس ثوب دريس كالجديد من الثياب

مخ ۱۶۲