الحمد لله المقدس عن الأشباه والنظائر المتحجب عن الأبصار والنواظر المنزه عن الحدوث والزوال والأصوات والألفاظ الظواهر والضمائر العالم بما تكنه السرأثر والضمائر أحمده على نعم لا تحصى وأشكره على اندفاع نقم لا تتقصى وأشهد أن لا إله إلا هو وحده لا شريك له كريم وعت رحمته ذنب من عصى وقى ومن آياته أن جعل حية تسعى من عصا وأشهد أن سيدنا ومولانا محمد عبده ورسوله الذي أسرى به ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه عدد الرمل والحصى وبعد فإني لما زرت المسجد الأقصى سنة إحدى وسبعين وثمان مائة وطالت مدة إقامتي مناك محو أربعة أشهر أو دونها ورأيت تلك المواطن الشريفة والمعاهد الجليلة والمنيفة أردت الاطلاع على فضائلها وما أعد لزأثرها وقاصدها فسألت بعض الفضلاء هناك عن أحكام تتعلق بها كمضاعفة قاصد الصلاة من أعمال البر بها وهل ذلك خاص بالمسجد الأقصى أو مطرد فيما حوله من سائر بيت المقدس وغير ذلك فلم أجب بشيء فتطلبت كتابا شافيا في ذلك فلم أجد فاستخرت الله الكريم الوهاب سبحانه وتعالى في جميع ما تيسر من ذلك وقد وقفت على فضائل القدس للشيخ الإمام جمال الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن الجوزي وهو جزء لطيف وعلى ما حضرني من الجامع المستقصى في فضائل المسجد الأقصى للإمام بهاء الدين أبي محمد القاسم بن الإمام الحافظ شيخ الإسلام أبي القاسم علي بن الحن بن هبة الله بن عاكر وهو المجلد الأوسط منه وعلى بعض كراريس تتلوه فيها الجزء السادس عشر والسابع عثر والمجلد المذكور مقروء على مؤلفه وهو أجزاء أوله الثاني عشر وآخره الخامس عشر وعلى كل جزء طبقة سماع جماعة من الفضلاء والأكابر وعلى الجزء الخام طبقة سماع على مؤلفه مؤرخة بتاسع شهر رمضان سنة ت وقعين وخم مائة بالمسجد الأقصى وطبقة أخرى على مؤلفه أيضا مؤرخة بسابع ربيع الأول سنة ثمان وتسعين
مخ ۴