فأما ما يرويه بعض الغافلين عن سفيان بن الخليل أنه قال للحسن بن علي عليه السلام: أذللت رقابنا حين سلمت الأمر لمعاوية ومعك مائة ألف يموتون دونك؛ فهيهات لقد أخذ الجاهل بظاهرها ولو كان الحسن عليه السلام دون ألف لم يصلح أبدا ولكن بنى سفيان عن وهمه أن أهل الكوفة ناصحون له، توضيح ذلك إن الحسين عليه السلام قال لأخيه الحسن: أجاد أنت فيما أرى منه موادعة -أي مصالحة- معاوية لعنه الله؟ قال: نعم، قال الحسين: إنا لله وإنا إليه راجعون، ثم قال: والله لو لم نكن إلا في ألف رجل من المسلمين لكان ينبغي لنا أن نقاتل عن حقنا حتى ندركه أو نموت، فقال (عليه السلام): وكيف لنا بألف رجل مسلم.
فانظر كيف أنكر عليه السلام وجود الألف ودون، وكيف يدعي الجاهل ذلك؟ ولم يصبح حتى خذله أعوانه وانتهبوا رحله وطعنوا فخذه بخنجر؟
قال المسعودي: من أصحاب ش فلذلك انقاد للصلح.
قال عليه السلام: كيف والحسن كان مصرحا بلعن معاوية لعنه الله وسبه أيام صلحه غير متكتم في ذلك؟ ألم يكن من قوله لمعاوية في بعض مواقف بعد صلحه بزمان نشدتك الله أو تعلم أنك تسوق بأبيك أبي سفيان وتقود حولك هذا القاعد وهو راكب جمل أحمر بعدما عمي فلعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الراكب والسائق والقائد فهل ترد علي مما قلت شيئا ثم قال له في آخر الكلمة: فهذه مواطن لعنت فيها أنت وأبوك.
مخ ۷