وكان يقول في كتبه أن أمير المؤمنين بغى على المشائخ ففي جواب أمير المؤمنين عليه السلام: ((وزعمت أني لكل الخلفاء حسدت وعلى كلهم بغيت فصير المبغي علي باغيا والمحسود حاسدا))، واحتال يوم صفين بعد أن أخذ من أصحابه بالمخنق فدعا إلى كتاب الله، ونصبه على الرماح فكف أمير المؤمنين هذه خدعة والقوم ليسوا بأصحاب دين ولا أمانة، فلما اجتمع الحكمان على كراهة، أمير المؤمنين تشاورا إلى خلع أمير المؤمنين ومعاوية وتقليد عبد الله بن عمر ثم خلع أمير المؤمنين على رأس المنبر وحق عليهم قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله)).
ومعلوم لكل عاقل برواية كل ناقل أنهم عادوا عليا وأعلنوا بسبه على رؤوس المنابر ومن عاداه فقد عادى الله ورسوله، وكان يزعم أنه يطلب بثأر صاحب الدار المرمي على الأرض ثلاثة أيام لم يقبر ثم دفن في حصن كوكب، وحمل الناس على الدفن جنبه حتى أدخل في البقيع، وكان ينسب قتل عثمان إلى علي عليه السلام فالويل لعثمان إن كان علي قاتله لأن عليا لا يقتل مسلما.
وقال لأمير المؤمنين عليه السلام في بعض كتبه: إنك آويت قتله عثمان وآلى اللعين ليطلبن قتله في البر والبحر، فأجابه أمير المؤمنين ما معناه: وأما قتلة عثمان فلا بد تراهم يطلبونك في المهاجرين والأنصار.
مخ ۱۸