ثم اعلم أنه لما زحزح الأمر من مقامه الذي أقامه الله ورسوله فيه وهو العنصر النبوي بأن قام بالإمامة غير أهلها وزحزح علي عن مقامه ووقع ما وقع من الاغتصاب والانتهاب، فمتع شيخ تيم قليلا ثم أدلى بها إلى الآخر لأنه ناله شطر الحلب، ثم قام ثالث والقوم نافي خصبه بين قيلة وحوله يبوآنه يخضمون مال الله كخضم الإبل المرعى، ثم قام هذا المهين اللعين بعدهم فلو لم تعم الأول ما قام الثاني ولا الثالث
فضلا عن وصول الإمامة إلى الطليق وأبناء الطلقاء الذين أسلموا فرقا من السيف.
ثم لا شك أن معاوية لعنه الله لم يسلم وإنما استسلم ولنا أدلة على عدم إسلامه كثيرة منها ما تقدم من نزول الآية وقوله تعالى:{والشجرة الملعونة في القرآن}روى الحاكم أنها نزلت فيهم حين نزل رسول الله بني أمية ينزون على منبره نزو القردة.
ومنها ما كان أمير المؤمنين يقوله فيه وغيره: والله ما أسلموا ولكن استسلموا، فلما وجدوا على الكفر فرصة أظهروه وكتب إليه بعض الصحابة كتابا يقول فيه أما بعد: فإنما أنت .... دخلت في الإسلام كرها وخرجت منه طوعا.
وقال أمير المؤمنين عليه السلام في بعض كتبه إليه: وما أنت والفاضل والمفضول وما للطلقاء وأبناء الطلقاء.
ومنها أن قوله تعالى: {الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم}.
روى الحسكاني عن بعض أئمة الآل وأظنه الحسن بن الحسن أنها نزلت آية منها في أهل البيت وآية في بني أمية، وفيها تصريح بكفرهم.
مخ ۱۰