ودخلت بسبب تشبيه مربيك ومصلحك ومالكك والمنعم عليك مدخلا قد دخل فيه قبلك الرجل المعروف ببولص (¬1) المنسوب إلى أهل ملة عيسى عليه السلام حين قال في حق عيسى عليه السلام : ( إنه إله آخر مع الله عز وجل، مريم إله ثالث) . أو حين قال : بأن عيسى هو الله، وكذلك أنت قد قلت في القرآن المحكم بأنه قديم ثان فتشابهت مقالتكما، وتبا لمن كان بولص قدوة له .
فقوله من تشبيه ربك : أي لأجل تشبيه ربك فمن تعليليه والرب يطلق على معان تسع جمعها بعضهم بقوله :
قريب محيط مالك ومدبر مرب كثير الخير ولمول للنعم
وخالقنا المعبود جابر كسرنا ومصلحنا والصاحب الثابت القدم
وجامعنا والسيد أحفظ فهذه معان أتت للرب فادع لمن نظم
وقوله ملبسا : أي مدخلا، شبه الحالة التي وقع فيها هذا المشبه بثوب يلبس بجامع، إن كلا منهما محيط بصاحبه إحاطة تامة . فالمشبه قد أحاطت به خطيئته تشبيهه كإحاطة الجبة (¬2) بلابسها { ومن أحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون } (¬3)
مخ ۷۵