روض البیان
روض البيان على فيض المنان في الرد على من ادعى قدم القرآن
ژانرونه
وقوله»بزمان«: أي في زمان.
اعلم أن في هذا البيت احتجاجا على أحداث القرآن بأنزاله . قال ابو القاسم: (¬1) الجواب القاطع عندي في جميع مقالاتهم أن يقال لهم: أخبرونا عن قوله تعالى: { إنا نحن نزلنا عليك القرآنا تنزيلا } (¬2) فمن المنزل؟ وما المنزول؟ (¬3) فلا بد أن يقول الله سبحانه هو المنزل، فيقال لهم: لا يخلو إما أن يكون نزل نفسه أو نزل غيره ولا ثالث إلا التهويلات الكاذبات والتطويلات الفاسدات. فإن قلتم: نزل نفسه فهو إذا منزل فاعل من وجه مفعول من وجه آخر - تعالى الله وتقدس عن هذه الصفة الذميمه - ثم ماذا يلزم بعد هذا كله من الالزامات مثل البعض والكل والانتقال من مكان هو فيه إلى مكان ليس هو فيه، وقد قطع الله فيه عذرهم وبين ضلالهم بقوله: { إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا } فأكد بالمصدر الفعل وحققه حتى لا يتحمل مجازا. وإن قالوا إنما نزل غيره وهو القرآن فقد أقروا بخلقه.
وقال الشيخ أبو مهدى (¬4) : نقول لمن أنكر أن يكون القرآن مخلوقا هو منزول أم غير منزول؟ فان قال غير منزول فقد كفر لنصوص كثيرة في القرآن وقد قال الله تبارك وتعالى: { إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا } فأخذ بمصدر الفعل وحققه حتى لا يحتمل مجازا أصلا.
وإن قال منزول فنقول له: من أنزله؟ فان قال غير الله فقد كفر ورد نصوص القرآن ايضا، وإن قال: انزله الله فنقول له: أنزل الله نفسه أو غيره؟ فهنالك تصير حججهم هباء منثورا.
مخ ۱۴۹