روض البیان
روض البيان على فيض المنان في الرد على من ادعى قدم القرآن
ژانرونه
وجوابه: أما اولا: فلا يلزمنا تعيين محل خلقه، وأما ثانيا: فلا نسلم ان الحق في الآية هو القرآن، وانما المراد به ضد الباطل أي ما خلقناهما وما بينهما إلا متلبسين بالحكمة وعدم العبث. وفي كلام المصنف إشارة إلى إن الكلام الفعلي إنما يخلق في جسم، وإليه ذهبت المعتزله، وأستدلوا على ذلك بقوله تعالى: { فلما أتاها نودي من شاطئ الواد الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة } (¬1) فان هذا صريح في أن موسى عليه السلام سمع النداء من الشجرة، والمتكلم بذلك النداء هو الله سبحانه وتعالى وهو منزه أن يكون في جسم. فثبت أنه تعالى أنما يتكلم بخلق الكلام في الجسم.
وأجاب المانعون بخلق الكلام بما لا يسمع، فلا نطيل بذكره. وقوله »للايذان«: أي للإعلام، ففيه تنبيه على أن الحكمة من خلق الكلام اعلام من سمع الكلام بما أراد الله أن يعلمه به.
وقوله »أما بوحي« تفسير للإيذان أي إما أن يكون سببه وحيا وهو لغة: لكل ما ألقيته لغيرك ليعلم، والكتابة والاشارة والرسالة والافهام كلها وحي بالمعنى المصدري. انتهى.
وقوله »أو بإلهام« : يريد به ما ينفث في روع الانبياء لقوله - صلى الله عليه وسلم - ((ان روح القدس نفث في روعي)) أي قلبي. إن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها ورزقها، فاتقوا الله واجملوا في الطلب، لكن يفارق الإلهام بأن يحصل في قلب النبي علم ضروري بأن هذا الملقى هو من الله تعالى.
وقوله»أو إنزال كالفرقان« باسقاط النون من إنزال للوزن وأراد بالإنزال ما يجيء به الملك من عند الرحمن من الكلام المتلو. فالملقى في قلوب الانبياء وان كان كلاما إلاهيا لا يسمى منزلا.
* نظم القرآن دليلا على حدوثه:
94 نظم يدل على معان شاهد لحدوثهوالعقل بالبرهان
مخ ۱۴۶