256

د آبو القاسم سنت دفاع کې د خوشبوئي بڼ

الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم - صلى الله عليه وسلم -

خپرندوی

دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع

الله عنها- أنّها قالت في حق ابن عمر: «ماكذب ولكنّه وهم». وقد صحّ عن عمر ﵁ أنّه نسي حديث التّيمّم الذي رواه عمّار (١) ولم يذكره بالتّذكير مع أنّه مما لا ينسى [مثله] (٢)، ونسي أيضًا قوله تعالى: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَيِّتُونَ﴾ [الزمر:٣٠] حتّى ذكّره ذلك أبو بكر ﵁ حين خطب بعد موت رسول الله ﷺ (٣).
بل نصّ القرآن على جواز النّسيان على أهل رتبة النّبوّة الذين هم أعلى طبقات البشر، فقال تعالى: ﴿وَمَا أَرسَلنَا مِنْ قَبلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلاَ نَبِيِّ/ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلقَى الشَّيطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللهُ مَا يُلقِي الشَّيطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آيَاتِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [الحج:٥٢].
أي: إذا تلا ألقى الشّيطان في تلاوته على سبيل السّهو، ثمّ ينسخ الله ذلك، يعرّف الله (٤) الأنبياء والرّسل به، حتّى لا تبطل العصمة به عن الخطأ في التّبليغ. وقال ﷾ في حقّ آدم ﵇: ﴿فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا﴾ [طه:١١٥]، ولو أردنا أن نستقصي ما ورد في هذا الباب لطال الكلام، والمقصود بهذا أن القدح على رواة الصّحاح بالتّهمة لهم (٥) بالوهم النّادر مما لا يقتضي جرحهم، ولا يقدح في حديثهم.

(١) أخرجه البخاري (الفتح): (١/ ٥٢٨)، ومسلم برقم (٣٦٨)، من حديث عمار ﵁.
(٢) من (ي) و(س).
(٣) أخرجه البخاري (الفتح): (٣/ ١٣٦).
(٤) سقطت من (س).
(٥) في (أ) و(ي): «في».

1 / 163