24

روض الأخیار المنتخب من ربیع الابرار

روض الأخيار المنتخب من ربيع الأبرار

خپرندوی

دار القلم العربي

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٣ هـ

د خپرونکي ځای

حلب

ژانرونه

ادب
بلاغت
وكان خلفه أعرابيّ قال: إن لم يذهب نوح أرسل أحدا مكانه وخلّصنا من هذا. وصلّى الهادي «١» الفجر بالناس فقرأ: عَمَّ يَتَساءَلُونَ فلمّا بلغ إلى قوله: أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهادًا أرتج عليه «٢» فردّد مِهادًا ، ولم يجرؤ أحد أن يردّ عليه لكونه أهيب الناس. فعلم فقرأ: أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ ففتح عليه. ويعدّ هذا من محاسنه. وقيل للحجّاج بن أرطاة «٣»: مالك لا تحضر الجماعة؟ فقال: أكره أن يزاحمني البقّالون. وخفّف أعرابي صلاته، فقام عمر إليه بالدّرّة فقال: أعدها. فلمّا فرغ قال: هذه خير أم الأولى؟ فقال: بل الأولى، قال: لم؟ قال: لأنّ الأولى صلّيتها لله وهذه خوفا من الدّرّة. فضحك. قال مؤذّن: حيّ على الصلاة، والناس يتبادرون إليه، فقال رجل: لو قال: حيّ على الزكاة، ما جاء إليه أحد. وسمعت امرأة مؤذنا يؤذن بعد طلوع الشمس ويقول: الصلاة خير من النوم. فقالت: النوم خير من هذه الصلاة. ومرّ سكران بمؤذن رديء الحنجرة فجلد به الأرض يدوس بطنه، فاجتمع الناس عليه فقال: ما بي رداءة صوته «٤» ولكن شماتة اليهود والنصارى بالمسلمين. وسمعت امرأة: «صوم يوم كفّارة سنة» فصامت إلى الظهر ثم أفطرت فقالت: يكفيني كفّارة ستة أشهر. أسلم مجوسيّ فثقل عليه الصوم، فنزل إلى سرداب له وقعد يأكل، فسمع ابنه حسّه فقال: من هذا؟ فقال: أبوك الشقيّ، يأكل خبز نفسه ويفزع من الناس. وشهد أعرابيّ عند حاكم فقال المشهود عليه: أتقبل شهادته وله من المال كذا وكذا ولم يحجّ؟ قال: بل والله حججت كذا حجّة،

1 / 28