114

روض الأخیار المنتخب من ربیع الابرار

روض الأخيار المنتخب من ربيع الأبرار

خپرندوی

دار القلم العربي

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٣ هـ

د خپرونکي ځای

حلب

ژانرونه

ادب
بلاغت
سأل بعض شيوخ الزمان عضد الدين عن موضع ذكر المشايخ في القرآن، فقال: في جنب العلماء حيث قال الله تعالى: هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ
«١» . سئل بعض الصوفية عن تمزيق الثوب في السماع فقال: إنّ موسى ﵇ وعظ في بني إسرائيل فمزق واحد منهم قميصه، فقال الله تعالى لموسى ﵇: قل له: مزّق قلبك لا ثوبك. بعض أهل الحقيقة: الوجد عجز الروح عن احتمال غلبة الشوق عند وجود حلاوة الذكر. قيل لأحمد بن حنبل: إنّ جماعة كذا يقومون ويرقصون. قال: هم عشّاق، دعهم يفرحوا مع الله ساعة.
خبّاب بن الأرتّ «٢» ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «إنّ بني إسرائيل لما قصّوا هلكوا» . روي أن كعبا كان يقصّ فلما سمع هذا الحديث ترك القصص. ابن عمر ﵄: لم يقصّ على عهد رسول الله ﷺ، ولا على عهد أبي بكر وعمر وعثمان ﵃، وإنما كان القصص حين كانت الفتنة. مرّ عليّ ﵁ بقاصّ فقال: ما اسمك؟ فقال: أبو يحيى.
فقال: أنت أبو اعرفوني أيها الناس. ابن أبي قلابة: ما أمات العلم إلا القصّاص. ابن المبارك: سألت الثوريّ: من الناس؟ فقال: العلماء. فقلت:
من الأشراف؟ قال: المتّقون. فقلت: ومن الملوك؟ قال: الزّهّاد. فقلت:
ومن الغوغاء؟ قال: القصّاص الذين يستأكلون أموال الناس بالكلام. قلت:
ومن السّفلة؟ قال: الظّلمة. سئل فضيل عن الجلوس إلى القاصّ يقوم مرّة ويجثو مرّة ويرفع صوته، قال: هذا ليس لله، هذا بدعة، ما كان على عهد

1 / 118