106

روض الأخیار المنتخب من ربیع الابرار

روض الأخيار المنتخب من ربيع الأبرار

خپرندوی

دار القلم العربي

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٣ هـ

د خپرونکي ځای

حلب

ژانرونه

ادب
بلاغت
يسبح وإن كان سابحا؟. أراد عمر بن هبيرة «١» أبا حنيفة على القضاء فأبى، فحلف ليضربنّه بالسّياط وليسجننّه. وفعل، حتى انتفخ وجه أبي حنيفة ورأسه من الضرب، فقال: الضرب بالسياط في الدنيا أهون عليّ من مقامع الحديد في الآخرة. عن ابن عون: ضرب أبو حنيفة مرتين على القضاء، ضربه ابن هبيرة، وضربه أبو جعفر، أحضر بين يديه فدعا له بسويق «٢» وأكرهه على شربه. ثم قام فقال له: إلى أين؟ فقال: إلى حيث بعثتني. فمضى به إلى السجن فمات فيه رحمه الله تعالى. عن النبي ﷺ: «من قلّد القضاء ذبح بغير سكين» . أنس، يرفعه: «القضاة جسور للناس، يمرون على ظهورهم يوم القيامة» . عرض على عبد الله بن وهب «٣» القضاء فقال: لم أكتب هذا العلم لأحشر يوم القيامة في زمرة القضاة.
عن سراج الأمّة أبي حنيفة ﵁، قال لأصحابه: أنتم مسارّ «٤» قلبي وجلاء حزني، وقد ألجمت هذا الفقه وأسرجته وتركت الناس يلتمسون ألفاظكم ويطؤون أعقابكم، فبجّلوا هذا العلم وصونوه عن ذلّ القضاء. وعنه:
لا يترك القاضي على القضاء إلا حولا حتى لا ينسى العلم. كان ببغداد رجل يتعبد، اسمه رويم «٥»، فولي القضاء، فلقيه الجنيد «٦» فقال: من أراد أن يستودع

1 / 110