تفسير سورة الفاتحة د ابن رجب لخوا

Ibn Rajab al-Hanbali d. 795 AH
58

تفسير سورة الفاتحة د ابن رجب لخوا

تفسير سورة الفاتحة لابن رجب

پوهندوی

سامي بن محمد بن جاد الله

خپرندوی

دار المحدث للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٧ هـ

ژانرونه

وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا﴾ [الإسراء: ١١١]، فهذا أمرٌ بالحمد له على صفات كمالِه من وَحدَانيّتِهِ وصَمديّتِهِ. وقولُه: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾، الألفُ واللامُ فيه: قيل: للعَهدِ، أي: الحمدُ المعهودُ. وقيل: لتعريف الجنس، أي: مُطلقُ الحمد، وهو ضعيفٌ. وقيل: للاستغراق، قاله أبو جَعفر الباقِرُ وغيره، وهو أصحُّ، وفي الأثر: «اللهمّ لك الحمدُ كلُّه»، وفي دُعاءِ القنوت: «ونثني عليك الخيرَ كلَّه»، وقوله: «لا أُحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيتَ على نفسك». فإن قيل: فإذا كان الحمدُ كلُّهُ لله، فكيفَ يُحمد غيرُه من خلقه، والنبيُّ ﷺ: (محمَّد)، وهو مُفعّل مِنَ الحمد؟ قيل: عنه ثلاثة أجوبة: أحدُها: أنَّ الحمدَ كلَّه لله، بمعنى: أنَّه هُوَ المستحِقُ للحمد، وهو الحامد لما يَشاءُ مِن خَلْقِه، فلا يُحمد إلا من حَمِدَهُ هو، فحمدُ بعضِ مخلوقاتِه إنما هو بحمدِه له، فلا يخرجُ ذلك

1 / 64