رسائل الجاحظ
رسائل الجاحظ: وهي رسائل منتقاة من كتب للجاحظ لم تنشر قبل الآن
ژانرونه
16
وقد رأيتك زمانا تحتج بالنعمان بن المنذر، وبضمرة بن ضمرة، وبمجاعة بن مرارة وبمجاعة بن سعر، وبأوفى بن زرارة، وبعبد الله بن الجارود، وبعلباء بن الهيثم، وبسعيد بن قيس، وبأبي اليسر كعب بن عمرو، وبحسكة بن عتاب، وبمخارق بن غفار، وبعمران بن حطان، وبيوسف ابن عمر، وبإياس بن معاوية، وبمعن بن زائدة، وبعقبة بن سلم، وبرجال ناهيك بهم رجالا وبأعلام كفاك بهم أعلاما.
ورأيتك تقول: إن كان الفضل في النكاية وفي الشدة والصلابة، فقصار كل شيء أشد ضررا وأدق مدخلا وأظهر قوة وجلدا، كالحجارة أصلبها الحصى، وكالحيات أقتلها الأفعى، وكالبعوض أضرها القرقس،
17
وكالعقارب أقتلها الجرارات،
18
وكذلك أحرار الطير وبغائها وصغار البراغيث وكبارها.
وقلت: إن كان الفضل في العدد، فمنا يأجوج ومأجوج، ومنا الذر والفراش، ومنا الدعاميص
19
والبعوض، ومنا الرمل والتراب وقطر السحاب. واحتججت بأن الحسن والفضل لصغار ما في الإنسان كالناظرين والأنثيين وحبة القلب وأم الدماغ، وزعمت أن الإنسان إذا طال جسمه وامتد شخصه أسرع الانهدام إلى بدنه والانحناء إلى ظهره، وأن القصير لا يتقوس ظهره ولا يميل عنقه ولا يضطرب شخصه ولا تعوج عظامه، ويسعه كل باب ويقطعه كل ثوب ولا تخرج رجلاه من النعش ولا تفضلا عن الفراش، وهو بعد أخف على القلوب وأخلط بالنفوس وأبعد من السماجة وأدخل في كل باب ملاحة.
ناپیژندل شوی مخ