رسائل الجاحظ
رسائل الجاحظ: وهي رسائل منتقاة من كتب للجاحظ لم تنشر قبل الآن
ژانرونه
قال: فأما ما احتج به الجاحظ بإمامة أبي بكر بكونه أول الناس إسلاما، فلو كان هذا احتجاجا صحيحا لاحتج به أبو بكر يوم السقيفة، وما رأيناه صنع ذلك؛ لأنه أخذ بيد عمر ويد أبي عبيدة بن الجراح وقال للناس: قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين فبايعوا منهما من شئتم. ولو كان هذا احتجاجا صحيحا لما قال عمر: كانت بيعة أبي بكر فلتة وقى الله شرها. ولو كان احتجاجا صحيحا لادعى واحد من الناس لأبي بكر الإمامة في عصره أو بعد عصره بكونه سبق إلى الإسلام، وما عرفنا أحدا ادعى له ذلك. على أن جمهور المحدثين لم يذكروا أن أبا بكر أسلم إلا بعد عدة من الرجال منهم علي بن أبي طالب وجعفر أخوه وزيد بن حارثة وأبو ذر الغفاري وعمرو بن عنبسة السلمي وخالد بن سعيد بن العاص وخباب بن الأرت. وإذا تأملنا الروايات الصحيحة والأسانيد القوية الوثيقة وجدناها كلها ناطقة بأن عليا عليه السلام أول من أسلم.
فأما الرواية عن ابن عباس أن أبا بكر أولهم إسلاما، فقد روي عن ابن عباس خلاف ذلك بأكثر مما رووا وأشهر، فمن ذلك أنه قال: أول من صلى من الرجال علي عليه السلام.
وقال: فرض الله تعالى الاستغفار لعلي عليه السلام في القرآن على كل مسلم بقوله تعالى:
ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ، فكل من أسلم بعد علي فهو يستغفر لعلي.
وقال: السباق ثلاثة: سبق يوشع بن نون إلى موسى، وسبق صاحب يس إلى عيسى، وسبق علي بن أبي طالب إلى محمد
صلى الله عليه وسلم . فهذا قول ابن عباس في سبق علي إلى الإسلام، وهو أثبت من حديث الشعبي وأشهر. على أنه قد روي عن الشعبي خلاف ذلك، قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم
لعلي: هذا أول من آمن بي وصدقني وصلى معي.
قال: فأما الأخبار الواردة بسبقه إلى الإسلام المذكورة في الكتب الصحاح والأسانيد الموثوق بها، فمنها ما روي عن عبد الله بن مسعود أنه قال: أول شيء علمته من أمر رسول الله
صلى الله عليه وسلم
ناپیژندل شوی مخ