201

ليکنی شخصي

الرسائل الشخصية

پوهندوی

صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان، محمد بن صالح العيلقي

خپرندوی

جامعة الإمام محمد بن سعود،الرياض

د ایډیشن شمېره

بدون

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

الشيطان ورجله. فاصبروا يا إخواني، واحمدوا الله على ما أعطاكم من معرفة الله سبحانه، ومعرفة حقه على عباده، ومعرفة ملة أبيكم إبراهيم، في هذا الزمان، التي أكثر الناس منكر لها. واضرعوا إلى الله أن يزيدكم إيمانًا ويقينًا وعلمًا، وأن يثبت قلوبكم على دينه، وقولوا كما قال الصالحون الذين أثنى الله عليهم في كتابه: ﴿رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ﴾ ١. واعلموا أن الله قد جعل للهداية والثبات أسبابًا، كما جعل للضلال والزيغ أسبابًا؛ فمن ذلك أن الله سبحانه أنزل الكتاب، وأرسل الرسول ليبين للناس ما اختلفوا فيه، كما قال تعالى: ﴿وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ ٢؛ فبإنزال الكتب وإرسال الرسول، قطع العذر وأقام الحجة، كما قال تعالى: ﴿لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ﴾ ٣. فلا تغفلوا عن طلب التوحيد وتعلّمه، واستعمال كتاب الله وإجالة الفكر فيه؛ وقد سمعتم من كتاب الله ما فيه عبرة، مثل قولهم: نحن موحدون، نعلم أن الله هو النافع الضار، وأن الأنبياء وغيرهم لا يملكون نفعًا ولا ضرا، لكن نريد الشفاعة. وسمعتم ما بيّن الله في كتابه في جواب هذا، وما ذكر أهل التفسير وأهل العلم. وسمعتم قول المشركين: الشرك عبادة الأصنام، وأما الصالحون فلا. وسمعتم قولهم: لا نريد إلا من الله،

١ سورة آل عمران آية: ٨. ٢ سورة النّحل آية: ٦٤. ٣ سورة النساء آية: ١٦٥.

1 / 271