رسالة تاسعة: التهليلات العشر من صلاتي المغرب والفجر
(قال جامع الرسائل): ومن جواب أسئلة وردت على حمد بن ناصر ﵀ وعفا عنه- قال:
(التهليلات العشر من صلاتي المغرب والفجر)
الحمد لله، أما المسائل التي سألت عنها، فأولها السؤال عن التهليلات العشر بعد صلاة الصبح والمغرب، إذا كان قد ثبت في الأحاديث: "من قال قبل أن ينصرف - وفي لفظ دبر المغرب والصبح -: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له" ١ إلخ، وهو الذي يفعله الناس اليوم من الجهر، هل كان من هديه ﷺ وفعله أصحابه والتابعون؟ وما أصل هذه التهليلات؟
فنقول، وبالله التوفيق: أما أصل التهليلات العشر، فهو ما أشار إليه السائل - وفقه الله- من الأحاديث الواردة فيه، فروى الترمذي في سننه حديث أبي ذر أن رسول الله ﷺ قال: "من قال في دبر صلاة الصبح، وهو ثان رجليه قبل أن يتكلم: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي، ويميت، وهو على كل شيء قدير - عشر مرات -، كتب له عشر حسنات، ومحي عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات" ٢ ... الحديث.
وروى الترمذي أيضا، والنسائي في اليوم والليلة من حديث عمارة بن شبيب مرفوعا: "من قال: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت، وهو على كل شيء قدير، على إثر المغرب، بعث الله له مَسْلحةً يحفظونه حتى يصبح" ٣ الحديث. قال الترمذي: غريب. فهذان
_________
١ أحمد (٤/٢٢٦) .
٢ الترمذي: الدعوات (٣٤٧٤) .
٣ الترمذي: الدعوات (٣٥٣٤) .
1 / 60