============================================================
أبا الهذيل إلى هذا الرأى هو حرصه على إمكان إقامة الدليل على وجود الله الواحد القديم ورغبته فى تحاشى كل مامن شأنه أن يشترك مع الذات الإلحية فى صفة اللاتناهى . وذلك أن الاشياء يحب أن تكون متناهية ، لها - كما يقول أبو الهذيل - مكل وجميع وغاية، يشملها العلم بها والقدرة عليها. لكى يقوم الفرق بين الحادث والقديم لانه لماكان القديم لامتناهيا لا يجرى عليه حكم * البعض، وه الكل، وجب أن تكون الحوادث متناهية ذات غاية ونهاية وكل وجميع .
وللكندى عبارة مقتبة على حدة فى هذا المخطوط الذى بين أيدينا ، دون ذكر موضعها من تآليفه . وهى : "ليس كل ماله أول فله آخر ، كالعدد له أول ولا آخر له ، وكذلك الزمان له اول ولا آخر له . فكل (ذى) آخر فذونهاية وليس كل ذى نهاية فله آخر، (1) . والكندى مع قوله بحدوث العالم وذكره الادلة الفاطعة على ذلك يحوز من الناحية النظرية إمكان بفاتآه إلى الابد ، إذا اقنضت الإرادة الالحية ذلك ؛ وهو يصرح في كثير من المواضيع بأن لهذا العالم مدة مقسومة له ، تحددها الإرادة الإلمية (2).
على أن الغزالى حجة الإسلام ، إذ ينكر قدم العالم إنكارا قاطعا ويضع كل قوته النظربة فى إبطال القدم ، لايحيل أبدية العالم . وهو يذكر الراى المشهور لابى الهذيل فى ضرورة أن يكون لهذا العالم آخر ، فيرفض رأى أبى الهذيل ، ويقول : "ليس من ضرورة الحادث أن يكون له آخر ، ومن ضرورة الفعل أن يكون حادثا وأن يكون له أول ،، وهو يرى أن مايذهب إليه أبو الهذيل من أنه مكما يستحيل فى الماضى دورات لانهاية لها فك ذلك فى المستقيل، رأى فاسد، لان كل المستقبل - كما يقول الغزالى - لا يدخل قط فى الوجود ، لامتلاحقا ولا متساوتا . والماضى قد دخل كله فى الوجود متلاحقا وإن لم بكن متساوقا (4) ل وعلى هذا الاساس لايستحيل فى نظر الغزالى من حيث العقل أن يبقى العالم بقاء الابد، بل يحوز آن يبقيه الله وأن يفنيه والمعول فى معرفة ذلك على الشرع الذى يخير بوقوع أحد قسمى الممكن لاعلى العقل النظرى ، لان الامرين بالنسبة للعقل سيان .
(1) ورله ص (2) مثلا ص 024،939 (2) النهات س9
مخ ۵۸