============================================================
وأنت بر أسك إلى اسفل، .
ان مثل هذه الكلمات وما فيها من حكم لاتدل - إذا اخذت على معناهنا الظاهر- إلاعلى نفس بعيدة عن شرف العلم الحقيقى وغن روح الفلسفة المعروفة وعن خصال الكرم . فلا يمكن - إن كان الكندى هو صاحبها - إلا أن تكون ضربا من الحكمة التشاؤمية التى تعبر عن منطق الحياة القاسى وعن موقف النفس، وهى تحت رحمة الماديات بما لها من السلطان القاهر، فيذا كان الكندى صاحبها فليس هو المؤمن بها على كل حال . على آنه حتى لو كان بخيلا بالمال فإنه لم يبخل بعله، وقد أورث الإنسانية خير وأدوم ما يورث : ويحكى ابن نباتة (1) - اعتمادأ على مصدر قديم من غير شك ب أن الكندى كان يهوى جارية، فقال لها بوما : إنى أرى فرط الاعتياصات من المتوقعات على طالى المودات مؤذنات بعدم المعقولات، . فنظرت الجارية إليه - وكان ذا لحبة طويلة - وقالت : و إن اللحى المسترخيات على صدور أهل الركاكات محتاجات إلى المواسى الحالقات، .
ولا معنى لان تندهش من أن الكندى ح على اشتغاله بالفلسفة وعلومها ال ومع تعلقه بخيرات العفل والروح وعلى حرصه على المال ، كما يحكى عنه - كان لا يخلو من أن تداعب قلبه عواطف الحب والهوى؛ لانه لم يقل أحد إن التفلسف من شأنه آن يغير جوهر الطبيعة الانسانة بحيث يستأصل جذور المواطف ويحمتثها من القلب الادى الحى . وليس ف كلام الكندى حمق أو كلف مسرف فى اللفظ بمقدار ما فيه من ظرف متزن ومن أسلوب الانسان المتفسلف الذى ليس له سوى الثروة العقلية عند ما يريد أن بعبر عن حال العاشق ومايتعرض له ومايخشاه من نوازل العشق . وقد يكون قال هذه الكلمات حقيقة على سيل الظرف فى المداعبة لن يعرف أنه يستطيع آن يجيب عنهنا داعبة مثلها الكنى ووضع الامطلام اللسى : للكندى وسالة خاصة بالنعريفات ، هى ورسالة فى حدود الاشياءورسوسحما؛ (1) سرح العيون ص124 . طبعة بولاق.
مخ ۴۶