============================================================
يتطلبه من مقارنة وموازنة بين السبل المؤدية إلى الحق ، ولذلك بقول إن صناعة الحليل لا يستغنى عنها إلا المنتهون المتبحرون.
ومهما يكن من شىء فإن مقدار الصحة فى نقد صاعد لا يمكن أن يرعرف إلا بالرجوع إلى كتب الكندى ، كما أن عناية الكندى بصناعة التركيب تدل على علو شان فى التفكير . ونزعة التركيب نزعة عقلية كلية وعالية . ولذلك نحد أن أبن أبى أصيبعة يلاحظ أن راى المؤرخ الاندلسى لا يخلو من تحامل وأن عناية الكندى بما عنى به لا تحط من قدره فى العلم .
أما ما يذكره صاعد ويتابعه عليه القفطى بالاجال من أن للكندى فى رساثآله آراء فاسدة ومذاهب بعيدة عن الحتميقة أو من آآن حججه غير قطعية، فلا شك انه - بحسب الرسائل التى بين أيدينا -غير صحيح، وربما كان ناشتا عن عدم فهم لادلة الكندى، لان مهجه - كما سترى - رياضى طويل النفس، لا يسهل تتبع الاستدلال طيقا له إلا على من تعود النظر الفلسفى مدة طويلة .
هذا إلى أن صاعدأ ربما كان خصما لكندى فى بعض الآراء بما دعاه إلى هذا الحكم عليه . ولانكون بعيدين عن الصواب إن قررنا أن رسائل الكندى أسهل فهمأ من كتب فلاسفة اليونان قبله ومن فلاسفة الإسلام بعده . والحق أنه بعله المننوع الشامل وبمؤلفاته التى بدهش الإنسان لكثرتها يمثل طفرة فى تاريخ العلم عند المسلين .
فصيته: لا حاجمة بنا إلى تكرار حسبه ونسبه ، ويكفى آن نقول هنا أنه بشرفه فى ميدان العلم والفلسفة ايضأ قد بلغ من المجد ما يتضاءل أمامه حسب الملوك من آآچداده.
ل وتدل ندرة الآخبار المتعلقة بظروف حياته على أنه كان أرستوقراطا فى حياته وفى جالسه وفى تفكيره ، لا ينغمس فى العلاقات التى من شأن بعضها أن وتروى أحداثه . ويظهر أه فيما عدا صلته بالخلفاء أو بالقليلين من أقرانه المشتفلين بالفلسفة كان مؤثرا لامزلة العلية والعلسفية يستعيض فيها عن صخب الحياة وعن بحدها البراق بمجد الفكر ولذته ، ولا نسمع أن له اسرة استرعت أنظار المؤرخين ، ولا نجحمد ذكرا إلا لولد له يسعى محمدأ كان حريصا على أن
مخ ۴۲