============================================================
وإذا نظرنا إلى هذه الرسائل فى جملتها ، وجدنا أنها كلها تقريبا بخط واحد قدسم ، وأن أسلوبها واحد ، وأن الروح التى تسرى فيها واحدة ؛ وهى بعد هذا متشايهة غالبا فى الديباجة والخاتمة ، وفى بعضها اشارات للبعض، وينها انسجام فيما تشير إليه . وقد نجد مسألة أو استدلالا فى إحداها مذكورا فى الآخرى بنصه تقريبا . فلا شك أنها محموعة رسائل بقلم مفكر واحد،وإن اختلفت موضوعاتها.
أاما أسماء هذه الرسائل فينها تطابق الاسماء المقابلة لها الموجودة فى أقدم إحصاء بين أيدينا لمؤلفات الكندى ، وهو ماذكره ابن النديم ، تطابقا يكاد يكون تاما . أما من حيث الاصطلاح فظاهر فيه آنه من عصر متقدم، وهو يشيه اصطلاح المتكلمين الآولين فى بعض الأمور، ويتبين من وجود أكثر من تسمية للشىء الواحد ، منها تسمية عرية أصيلة أحيانا، أن الاصطلاح الفلسفى لم يكن قد استقر بعد استقرارا نهائيا، خصوصا لاتا نحد آن بعض الاصطلاحات قد سقط مع الزمن من التعبير الفلفى ، كما نعرفه بعدذلك، أو كما بقى عند المتكلمين، هذا إلى أن الرسائل تتصل من حيث بعض مافيها من آراء بما كان موضع اهتمام متكلمى عصر الكندى وبما كان غاية لهم من آبحائهم . فلا معنى بعد هذا كله لاثارة مشكلة حول صحة نسبة هذه الرسائل للكتدى ، لاسيما وأن المقارنة بين بعضها وبين ترجمتها اللاتينية، التى ترجع من غير شك إلى مصدر آخر، تدل على التطابق التام بمقدار ما تسمح بذلك الترجه وظروفها ، ولا فرق بين الترجمة اللاتينية وبين الاصل العربى إلا فى اختصار صور الدعاء أو حذفها، وهو مالم يكن المترجم اللانينى فى حاجة إليه .
وبعض هذه الرسائل فى مسائل من العلم الطبيعى ، وبعضها فى مسائل من الفلسفة بمعناها الخاص . وهذه آسماؤها بحسب ترتيبها فى المخطوط وبحسب رقم الورقة : - ورلة او - و: رسالة يعقوب بن اسحق الكدى الى بعض اخوانه فى العلة الفاعلة للمد والجزر.
2- ورقة و - و: رسالة يعقوب بن اسحق الكتدى الى على بن الجهم فى وحدانية الله وتتاهى جرم العالم .
مخ ۲۲