============================================================
وهو ينبه على السبب الذى يدعوه إلى ذلك : هو يخشى أن يسىء تأويل كلامه بعض المتسمين بالعطلم فى عصره ، المتوجين بتيجان الحق، وهم عن العطلم فرباء وفى ميدان الحق أدعياء .
وهنا نجد ما يدل على صعوبة موقف الكندى وعلى ناحية من أحوال العصر الذى عاش فيه ، وخصوصا نجد وصفا لطائقة الذين يطلبون الدنيا وحظوظ النفس التى تحجب البصيرة عن نور الحق والذين يتخذون إظهار الدفاع عن الدين وسيلة للمحافظة على مناصبهم المزورة؛ وهو يصفهم بأنهم المتجرون يالدين، لأنهم ليسوا منه على شيء: وير خبل المؤلف فى ذلك دفاعا عن الفلسفة التى هى علم الأشياء بحقيقتها مبينا
أن القلسفة تحوى علم الربوبية والقضيلة وجملة العلوم النانعة؛ وهذا ما جاءت به الأنبياء .
ثم يحاول أن يلزم خصومه أن يعترفوا بوجوب اقتناء علم القلسفة : لأنهم إما أن يقولوا إن طليها واجب ، فيجب عليهم ، إذن ، أن يطلبوها ؛ وإما آن يقولوا إن طلبها غير واجب، فيتحتم عليهم تقديم الدليل على ذلك ؛ وهذا الدليل لابد لهم أن يلتمسوه من القلسفة التى هى علم الأشياء بحقاتقها .
ثم يسأل الله المطلع على السرائر ، التوفيق والحفظ ، فى دعاء مؤثريدل على إيمان عميق، ويذ كرنا بما غرفه عند الأرواح الكبيرة ، حين تقف بين العلوم القاية والتلسفية من جهة وعلوم الدين وعتائده من جهة آخرى، مثل ابراهيم التظام وغيره (راجع كتابتا عته ص 71) .
ويريد الكندى إقامة الحجة على الربويية ودحض أدلة للعاندين بحجج تقمع كفرهم، وتهتك سجوف فضانحهم ، وتبين عن عورات مذاهبهم المردية فى الهلاك؛ فهو بطل عربى جرىء مخلص ، يحمل الراية مداعا عن العقيدة الأساسية عتد العرب المسلمين إزاء التيارات الانكارية المعادية ، بل إزاء الجامدين الذين يرفضون العلوم العقلية ويتجرون بالدين .
مخ ۱۳۸