فيكون السم في ثمره
وقال في النهي عن القبيح: وإذا رأيت من أحد أمرا فنهيته عنه فلم يحمدك، ولم يذمم نفسه على مكانه، أو يحدث حدثا تعلم أنه قد انفتح بمقالتك؛ فإن ذلك عيب آخر قد بدا لك منه لعله أقبح من الذي نهيته عنه، وفي ذلك أقول شعرا:
ولا نهيت غويا من غوايته
إلا استزاد كأني كنت أغريه
ولا نصحت له إلا تبين لي
منه الجفاء كأني كنت أغويه
وقال في المؤاخاة: لا تؤاخ أحدا إلا على اختيار منك له وارتضاء منك به واتفاق منه لك، فإذا اتفق أمر كما كذلك فاعلم أن كلاكما يحسن ويسيء ويصيب ويخطئ ويحفظ ويضيع، فوطن نفسك على الشكر إذا حفظ، وعلى الصبر إذا أضاع، وعلى المكافأة إذا أحسن، وعلى الاحتمال والمعاتبة إذا أساء؛ فإن معاتبة الصديق إذا أساء أحب إلى الحليم من القطيعة في معاشرة من تؤاخيه، وفي ذلك أقول شعرا:
وإذا عتبت على امرئ أحببته
فتوق ضائر عتبه وسبابه
وألن جناحك ما استلان لوده
ناپیژندل شوی مخ