271

د بلغایانو لیکنې

رسائل البلغاء

ژانرونه

وقسه قياس الثوب قبل التقدم

لعلك تنجو سالما من ندامة

فلا خير في أمر أتى بالتندم

وإن من الناس من يرزق حجة أو عدة أو قوة، فتكون عدته هي التي تقتله، وقوته التي تصرعه، وحجته التي تخاصمه، وذلك أنه ربما أدل فقاتل قبل أن يعلم أهو أعد أم الذي يقاتله، وكذلك في الذي يخاصمه ويصارعه، فإذا هو قد قتل أو صرع أو خصم، فلم ينفعه جودة عدته ولا قوة حجته، حين أتى الأمر من غير جهته، وفي ذلك أقول:

إذا ما أتيت الأمر من غير وجهه

تصعب حتى لا ترى منه مرتقى

فإن الذي يصطاد بالفخ إن عتا

على الفخ كان الفخ أعتى وأضيقا

وقال في الذي يعاتب الناس بغير مودتهم، ويوجب حق نفسه عليهم: لا تدع الناس إلى برك وإجلال أمرك وتعظيم قدرك بالمعاتبة، ولكن ادعهم إلى ذلك بما ما تستوجب التكرمة به؛ فإنما دعوتهم إلى إهانتك إما بكلام يجرحك وإما بفعال تفدحك وإن دعاهم إلى ذلك فضلك أجابوا، إما بثناء يرفعك أو بجزاء ينفعك.

وقال في معرفة الإخوان: إنك لن تعرف أخاك حق المعرفة، ولن تخبره حق المخبرة، ولن تجربه حق التجربة، وإن كنتما في دار واحدة حتى تسافر معه، أو تعامله بالدينار والدرهم، أو تقع في شدة أو تحتاج إليه في مهمة، فإذا بلوته في هذه الأشياء فرضيته فانظر؛ فإن كان أكبر منك فاتخذه أبا، وإن كان أصغر منك فاتخذه ابنا، وإن كان مثلك فاتخذه أخا، وكن به أوثق منك بنفسك في بعض المواطن.

ناپیژندل شوی مخ