241

د بلغایانو لیکنې

رسائل البلغاء

ژانرونه

وأحسو قراح الماء والماء بارد

يريد أنه يقسم قوته على أضيافه، فكأنه قسم جسمه؛ لأن اللحم الذي ينبت ذلك الطعام يصير لغيره، ويحسو قراح الماء في الشتاء، ووقت الجدب والضيق؛ لأنه يوثر باللبن، فتوقف على هذا الشعر، وعلى ما فيه من شريف المعاني. وقال آخر:

إذا ما عملت الزاد فالتمس له

أكيلا فإني غير آكله وحدي

بعيدا قصيا أو قريبا فإنني

أخاف مذمات الأحاديث من بعدي

فكيف يسيغ المرء زادا وجاره

خفيف المعى بادي الخصاصة والجهد

ولعل الطاعن أن يقول في هذا الموضوع: فأين هو من ذكر مزرد وحميد الأرقط وهجائهما للأضياف؟! وأين هو من مطاعمهما الخبيثة من الحيات والضباب واليرابيع والعلهز وشربهم الفظ والمجدوح وأكل مياسرهم لحوم الإبل، حنيذا غير نضيج ونيئا والعروق والعلابي وسقط المائدة لا يعافون شيئا، ولا يقتذرون أكل السباع ونهش الكلاب ويفخر عليهم بأطعمة العجم وحلوائها وآدابها على الطعام، وكلها باليارحين والسكين؟! فأما هذان الشاعران اللذان يهجوان الأضياف، ويصفانهم بكثرة الأكل وجود اللقم؛ فإن أحدهما كان فقيرا ضعيف الحال، فإذا نزل به الضيف لم يجد بدا من إيثاره بقليل ما عنده أو مشاركته فيه، فيبيت طاويا ويصبح جائعا، ويجيش صدره بما حل به، والشاعر بمنزلة المصدور، لا بد له من أن ينفث فيستريح إلى ذكر لقم الضيف، ووصف أكله وحديثه، قال هو أو غيره يذكر الضيف:

تجهز كفاه ويحدر حلقه

ناپیژندل شوی مخ