236

د بلغایانو لیکنې

رسائل البلغاء

ژانرونه

والجبان يفر عن أمه وأبيه وصاحبته وبنيه، والشجاع يحمي من لا يناسبه بسيفه، ويقي الجار والرفيق بمحبته، والبخيل يبخل على نفسه بالقليل، والجواد يجود لمن لا يعرفه بالجزيل. وقال الله - عز وجل:

قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها (الشمس: 9، 10) يريد قد أفلح من أنمى نفسه بالمعروف وأعلاها، وقد خاب من أسقطها بلئيم الأخلاق وأخفاها. وقد يكون الرجل مخالفا لأبيه في الأخلاق، وفي الشمائل أو في الهمم أو في جميع ذلك لعرق نزعه من قبل أجداده لأبيه وأمه. وقال الشاعر:

وأشبهت جدك شر الجدود

والعرق يسري إلى النائم

ومن الناس الشريف الحسيب، وذلك الذي جمع إلى محاسن آبائه محاسن نفسه، ومنهم الشريف ولا حسب له، وذلك إذا كان لئيم النفس، ومنهم من لا شرف له ولا حسب، وذلك إذا كان لئيم النفس لئيم السلف.

وقال قس بن ساعدة: لأقضين بين العرب قضية ما قضى بها أحد قبلي، ولا دبرها أحد بعدي «أيما رجل رمى رجلا بملامة دونها كرم ، فلا لؤم عليه وأيما رجل ادعى كرما دونه لؤم فلا كرم له.» يعني: أن أولى الأمور بالمرء خصاله في نفسه؛ فإن كان شريفا في نفسه وآباؤه لئام لم يضره ذلك. وكان الشرف أولى به، وإن كان لئيما في نفسه وآباؤه كرام لم ينفعه ذلك.

ومثله قول عائشة: كل شرف دونه لؤم فاللؤم أولى به، وكل لؤم دونه شرف فالشرف أولى به. وقال الشاعر في مثله:

ومن يك ذا لؤم ومجد يعده

فأولى به من ذاك ما كان أقربا

فلا لؤم عودا بعد مجد يهده

ناپیژندل شوی مخ