205

د بلغایانو لیکنې

رسائل البلغاء

ژانرونه

وكان مغرما بالزنى مدعيا فيه، وقد بلي بموانع تصدفه عنه، منها ما شهر به من النميمة بمن ساعده، والادعاء على من باعده، منها دمامته، ومنها اشتهاره، والمشهور يصل إلى شهوة يتبعها ريبة.

فكان يكثر في شعره من ادعاء الزنى، واستدعاء النساء وهن أغلظ عليه من كبد بعير، وأبغض فيه وأهجى له من جرير.

وخذ أطرف هؤلاء الأجناس، وهو سحيم عبد بني الحسحاس، أسيود في شملة دنسة قملة؛ لا يؤاكله الغرثان، ولا يصاليه الصرد العريان، وهو مع ذلك يقول:

وأقبلن من أقصى البيوت يعدنني

نواهد لا يعرفن خلقا سوائيا

يعدن مريضا هن هيجن ما به

ألا إنما بعض العوائد دائيا

توسدني كفا وتحنو بمعصم

علي وترمي رجلها من ورائيا

فأنت تسمع هذا الأسود الشن وادعاءه، وتعلم أن الله لو أخلى الأرض، فلم يبق رجلا في الطول ولا في العرض، لم يكن هذا الزنمة الزلمة عند إدراك السودان إلا كبعرة بعير في معر عير، والممنوع من الشيء حريص عليه مدع فيه، والمعد بما يهواه كاتم له مستغن ببلوغ مناه، ودليل على ذلك أن المرقش الأكبر كان من أجمل الرجال. وكانت للنساء فيه رغبة وشدة محبة. وكان كثير الاجتماع بهن، والوصول إليهن وله في ذلك أخبار مروية ولم يكن في أشعاره صفة شيء من ذلك. فحسبك بذلك صحة على ما قلناه. فإن قال قائل: إنما وصفت عن امرئ القيس عيوبا من خلقه لا في شعره قلنا: هل أراد بما وصف في شعره إلا الفخر؟! فإن قال: لم يرد ذلك، وإنما أراد إظهار عيبه. قلنا: فأحمق الناس إذن هو، ولم يكن كذلك، وإن قال: نعم الفخر. قلنا: فقد نطق شعره بقدر ما أراد وتزجم وترجم عنه قريضه بأقبح الأوصاف فأي خلل من خلال الشعر أشد من الانعكاس والتناقض، وكل ما يخزي من الشعر فهو من أشد عيوبه قال: ومن كلام امرئ القيس المخلخل الأركان، الضعيف الاستمكان، المتزلزل البنيان، قوله:

ناپیژندل شوی مخ