Rasa'il al-Shahid al-Thani
رسائل الشهيد الثاني
إلى غيرها من العبادات فلكل واحد وظائف وحدود لا تبلغها أعمالنا ولا نقوم بها لغفلتنا وقد قال علي عليه السلام اعلموا عباد الله ان المؤمن لا يصبح ولا يمسى الا ونفسه ظنون عنده فلا يزال زاد يا عليها ومستزيدا لها فكونوا كالسابقين قبلكم والماضين امامكم قرضوا من الدنيا تقريض الراحل واطووها طي المنازل فكيف يعجب الانسان بعلمه أو يعده قائما بحقوق العبودية ووظايف الخدمة لولا استيلاء الغفلة نعم لا يقدح نظر المؤمن إلى نفسه وسروره بما يفعله من العبادة مع حمد الله تعالى على توفيقه لها وطلب الاستزادة من فضله فقد قال أمير المؤمنين عليه السلام من سرته حسنه وسائته سيئة فهو مؤمن وقد قال عليه السلام ليس منا من لم يحاسب نفسه كل يوم فان عمل خيرا حمد الله استزاده وان عمل شرا استغفر الله فهذا ما اقتضى الحال ذكره من المنافيات ملخصا ليوافق الغرض فان ذكره هنا بالعرض والله الموفق واما الخاتمة ففيها بحثان الأول في جبر الخلل الواقع في الصلاة بمعنى بيان الدواء النافع لهذه المنافيات اعلم أن الخلل إن كان من قبل منافى الاقبال بالقلب على الصلاة بسبب الأفكار الخارجة عنها فدوائه تذكر ما هو فيه ومن يناجيه واستشعار الاحظار الملازمة من الغفلة وعدم قبول العمل مع شدة الحاجة إليه من يومه هذا إلى الأيد فان التوفيق الواقع من الجناب الإلهي للمطيع فايض في الدارين والحاجة إليه حاصلة في الحالين سيما يوم الجزاء الذي يضيق عن وصفه الحال ولا يحيط بتقديره العقل ولا الخيال ولا يطيق حمل أحواله الجبال وليس فيه معين مع رحمة الله وكرمه الا القيام بالأعمال الصالحة والطاعات المقبولة الرابحة فإنها وسيلة إلى الأنوار في تلك الظلمة والنجاة من تلك الشدة والجواز على عقبة الساهرة ولا تكتسب الأعمال الصالحة والطاعات المقبولة الا في هذه الدار الزائلة وفي هذه
مخ ۱۵۱