د غمونو پيغامونه: د جمال او مينې په فلسفه کې
رسائل الأحزان: في فلسفة الجمال والحب
ژانرونه
في أنفسنا فضللنا فيها وارتبكنا في فتوقها الواسعة حتى لا يهتدي إنسان إلى الجهة الإنسانية، ولكنا نتغافل عن هذه الحاسة فيه، وترى أكثر الناس لا يقبلون بأنفسهم إلا على جهة أجسامهم ويطوي أحدهم الدهر الفسيح من عمره وما ارتفع قليلا ولا كثيرا، بل يكون كالطير في قفصه يتخبط بين أرض وسماء، وما بين سمائه وأرضه إلا علو ذراع ... وإن أشد ما كانت الحياة وأشد ما هي كائنة على من لا يجد لذة قلبه فيها؛ وأصعب ما تكون الإنسانية على من يعظم بحيوانيته وحسب؛
19
فتراه وكأن مئة حمار ركبت منه في حمار واحد ولكنه حمار عظيم ...
وما رأيت قلبي يلتمس لذة من بعد إيمانه إلا في ثلاث: الفكر الإنساني الذي يهبط في أدمغة الفلاسفة والشعراء من أعلى السموات أو ينبع من أغوار النفس؛ والفكر الطبيعي الذي يملأ السماء والأرض نورا وألوانا وجمالا؛ والفكر الروحي الذي يتلألأ لخيالي في عيني الحبيبة الجميلة.
الرسالة العاشرة
لقد وصفتها لك أيها العزيز وملأت رسائلي منها؛ غير أني والله ما أدري أوصفتها أم وصفت بها، وكتبت منها أم كتبت عنها، فإنما ذلك مطلب دونه أن تجعل وصف الجمر يلذع لذع الجمر؛ ومهما أكتب فإنها باقية في نفسي لا تنقص على قدر ما تزيد ... إن فيها شيئين هما الفكر والجمال، وفي شيئان هما الخيال والحب، وهذه الأربعة تنشئها في نفسي خلقا بديعا لم أره لامرأة قط، ففيها وحدها زيادة عن النساء؛ لأن فيها وحدها نفسي.
أما سمعت بذلك الأعرابي الذي قيل له ما بلغ من حبك لفلانة؟ فقال: والله إني لأرى الشمس على حائطها أحسن منها على حيطان جيرانها ... قد والله صدق وبرت يمينه فإن في كلماته الشعرية لأثرا من عينيه؛ إذ يرى الشمس على حائطها كالشمس على البلور الصافي لا على الحجر والمدر؛ فهناك أشعة أخرى من تلك التي وراء الحائط تنفذ إلى قلب هذا المسكين، فإذا هي سطعت لخياله في نور الشمس أضافت إلى النور ألوانا مختلفة من ذلك المعنى الجميل الحي فلا تكون الشمس في عينيه أحسن مما هي وقتئذ ولو أنها طلعت على حائط من اللؤلؤ.
ليس الجمال ما يعلم الكاتب أو يدرسه الفيلسوف، ولا هو مذهب من مذاهب التلفيق في الجمل والألفاظ، ولا هو كما صنع علماء الرياضيات الذين جعلوا الفلك كله بألوانه وجماله وما فيه من غموض الأبد مسألة حسابية ... والأرض بما انبسط عليها من جمال الطبيعة مسألة هندسية ... كأن الأزل كله خطوط وزوايا وأرقام؛ وتركوا جانبا حركة الفكر الأعظم القائم بالإرادة الأزلية؛ وهي التي تطالع العقل من كل شيء بمعنى والخيال بمعنى آخر ثم تكون هي في حقيقتها المجهولة معنى ثالثا، ولكنك مع ذلك واجد في الأرض من يتسكع ويحمل الشمعة ليفتش في ضوئها عن النجم العظيم ... •••
لو أني سئلت تسمية لعلم الجمال لسميته «علم تجديد النفس» فإن الجميل الذي لا يجدد بمعانيه حواسك وعواطفك ويعيدها غضة طرية كما فطرت من قبل؛ لا يسمى جميلا إلا على هذا المجاز الذي سمى به أحد القواد كتابه في الصناع الفقراء: «غزو الخبز» ... لا تسل عن الجمال من يحسن الفكر والإبانة عن فكره، ولكن سل عاشقا يحسن الشعور والتعبير عن شعوره؛ فذلك هو الشاعر من جهاته الأربع: جهة قلبه وفكره وحوادثه وحبيبته، وذلك هو تاريخ الجمال الذي يتكرر على الأرض أبدا، وإلى منقطع الحياة في صورة واحدة كالحياة نفسها.
ألا ما أتعب الإنسان بحياته وموته؛ إن هذه الحياة مصيبة كتبت على الأرواح لإيجاد عيوبها في عالم العيوب؛ والموت مصيبة كتبت عليها لنقل هذه العيوب معها إلى العالم الآخر؛ فما عسى أن يكون الجمال والحب إلا تخفيفا من مصيبتين أو ... أو زيادة فيهما؟
ناپیژندل شوی مخ