فلما توفى رسول الله ﷺ رجع خالد بن سعيد وأبان وعمرو عن عمالتهم، فقال أبو بكر الصديق رضى الله عنه: ما لكم رجعتم عن عمالتكم، ما أحد أحق بالعمل من عمّال رسول الله ﷺ منكم، ارجعوا إلى أعمالكم، فقالوا: نحن بنو أبى حيحة «١» لا نعمل لأحد بعد رسول الله ﷺ أبدا، ثم مضوا إلى الشام وقاتلوا فقتلوا في مغازيها «٢»، ويقال: ما فتحت بالشام كورة «٣» من كور الشام إلا وجد عندها رجل من بنى سعيد ابن العاص ميتا، وكان أبو سفيان بن حرب بن أمية على نجران، فمات رسول الله ﷺ وهو عليها، وقيل: بل كان على نجران لما توّفى رسول الله ﷺ: عمرو بن حزم ابن زيد بن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك ابن النجار الأنصارى «٤» . وروى الواقدى «٥»، عن إبراهيم بن جعفر عن أبيه عن عمر بن عبد العزيز ﵀، أنه قال: توفى رسول الله ﷺ وأربعة من بنى أمية عمّاله: عتاب بن أسيد على مكة، وأبان بن سعيد بن العاص على البحرين، وخالد ابن سعيد على صنعاء، وأبو سفيان بن حرب على نجران «٦» .
قال الواقدى: أصحابنا يجمعون على أن رسول الله ﷺ قبض وأبو سفيان حاضر، وقال ابن الكلبى «٧»: كان أبو سفيان غائبا، فلما قدم قال: كيف رضيتم يا بنى عبد مناف أن يلى أمركم غيركم «٨»، وقوم يقولون: إن رسول الله ﷺ ولّى
1 / 47