فانطلقت أنا وعثمان رضى الله عنه حتى أتينا رسول الله ﷺ فقلنا: يا رسول الله هؤلاء بنو هاشم لا تنكر فضلهم للموضع الذى وضع الله به منهم، فما بال إخواننا بنى المطلب أعطيتهم وتركتنا، وقرابتنا واحدة، فقال رسول الله ﷺ: أنا وبنو المطلب لا نفترق في جاهلية ولا إسلام وإنما نحن وهم شىء واحد وشبك بين أصابعه «١» .
وخرّجه إسحاق بن راهويه عن الزهرى عن ابن المسيب عن جبير، مثل ما تقدم وفيه قال: فقسم رسول الله ﷺ خمس الخمس من القمح والتمر والنوى.
وقال الحسن بن صالح عن السدّى، فى ذى القربى: هم بنو عبد المطلب وخرّج النسائى من حديث سفيان عن قيس بن مسلم قال: سألت الحسن بن محمد عن قول الله تعالى: وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ
«٢» قال: هذا مفتاح كلام الله ولله الدنيا والآخرة «٣» .
قال: اختلفوا في هذين السهمين بعد وفاة رسول الله ﷺ: سهم الرسول وسهم ذى القربى، فقال قائل: سهم الرسول للخليفة من بعده «٤»، وقال قائل: سهم ذى القربى لقرابة الرسول «٥»، وقال قائل: سهم ذى القربى لقرابة الخليفة فاجتمع رأيهم على أن يجعلوا هذين السهمين في الخيل والعدّة في سبيل الله فكان ذلك في خلافة أبى بكر رضى الله عنه.
وقد روى من بعض طرق ابن إسحاق عن الزهرى عن ابن المسيب، أن عثمان وجبير بن مطعم رضى الله عنهما كلّما رسول الله ﷺ في سهم ذى القربى فقالا:
قسمته بين بنى هاشم وبنى المطلب بن عبد مناف، ونحن وبنو المطلب إليكم سوى
1 / 39