رسائل المقريزي
رسائل المقريزي
خپرندوی
دار الحديث
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤١٩ هـ
د خپرونکي ځای
القاهرة
السلام؛ إذ ليس أحد صلى على النبى ﷺ في صلاته إلا وهو يصلى على إبراهيم ﵇. وعن الإمام مالك بن أنس- ﵀ أنه قال: لا بأس أن يحب الرجل أن يثنى عليه صالحا وأن يرى في عمل الصالحين إذا قصد به وجه الله تعالى «١» . وقال تعالى ممتنا على نبيه وكليمه موسى ﵇: وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي
«٢» . وقال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا
«٣» أى حبا في قلوب عباده، وثناء حسنا، فنبه الله تعالى بقوله: وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ
على استحباب اكتساب ما يورث الرجل الذكر الجميل إذ الذكر الجميل؛ هو الحياة الدائمة. وقد قال حاتم الطائى وهو: أبو سفانة حاتم بن عبد الله بن سعد بن الحشرج الجواد المشهور من أبيات:
أماوى إن المال غاد ورائح ... ويبقى من المال الأحاديث
وقال آخر:
ثمن الإحسان شكر ... ويرى المعروف ذخر
وثناء الحى بعد ال ... موت للميت عمر
وقال آخر»
:
قد مات قوم وهم في الناس أحياء
ويقال: ذكر الفتى عمره الثانى «٥» . ولعمرى إن الزمان الذى يثنى فيه على الميت بعد موته أحسن عمريه وأطولهما وأشرفهما، وقد قيل في هذا المعنى:
ردت صنائعه إليه حياته ... فكأنه من نشرها منشور
وقد قيل أيضا:
كل الأمور تزول عنك وتنقضى ... إلا الثناء فإنه لك باق
ولو اننى خيرت كل فضيلة ... ما اخترت غير مكارم الأخلاق
1 / 248