رسائل المقريزي
رسائل المقريزي
خپرندوی
دار الحديث
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤١٩ هـ
د خپرونکي ځای
القاهرة
الناس، والخروج عن ملك الحيوان، فإنهم يريدون بذلك الحرية من جميع الأكوان.
ولما كان رسول الله ﷺ عبدا محضا «١» قد طهره الله تعالى وأهل بيته تطهيرا، وأذهب عنهم الرجس وهو كل ما يشينهم، فإن الرجس هو القذر عند العرب، كذا قال الفراء «٢» قال الله تعالى: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا.
فلا يضاف إليهم إلا مطهر ولابد، فإن المضاف إليهم هو الذى يشبههم، فما يضيفون لأنفسهم إلا من له حكم الطهارة والتقديس.
فهذه شهادة من النبى ﷺ لسلمان الفارسى، رضى الله عنه، بالطهارة والحفظ الإلهى والعصمة حيث قال فيه رسول الله ﷺ:
«سلمان منا أهل البيت» وشهد الله لهم بالتطهير، وذهاب الرجس عنهم؟
وإذا كان لا يضاف إليهم إلا مقدس مطهر، وحصلت له العناية الإلهية بمجرد الإضافة، فما ظنك بأهل البيت في نفوسهم فهم المطهرون، بل هم عين الطهارة.
فهذه الآية تدل على أن الله ﵎ قد شرك أهل البيت مع رسول الله ﷺ في قوله: لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ
«٣» .
وأى وسخ وقذر أقذر من الذنوب وأوسخ؟ فطهر الله تعالى نبيه ﷺ بالمغفرة مما هو ذنب بالنسبة إلينا لو وقع منه ﷺ لكان ذنبا في الصورة لا في المعنى؛ لأن الذم لا يلحق به على ذلك من الله تعالى ولا منا شرعا، فلو كان حكمه حكم الذنب لصحبه ما يصحب الذنب من المذمة، ولم يكن يصدق قوله: لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا.
فدخل الشرفاء أولاد فاطمة ﵈ كلهم إلى يوم القيامة في حكم هذه الآية من الغفران، فهم المطهرون باختصاص من الله تعالى، وعناية بهم لشرف
1 / 192