رسائل المقريزي
رسائل المقريزي
خپرندوی
دار الحديث
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤١٩ هـ
د خپرونکي ځای
القاهرة
وفي رواية: وقالت أم سلمة: أدخلت رأسى في الكساء وقلت: وأنا منهم؟
قال: نعم.
وقال الثعلبى: هم بنو هاشم، فهذا [يدل] «١» على أن البيت يراد به بيت النسب، فيكون العباس وأعمامه وبنو أعمامه منهم، وروى نحوه عن زيد بن أرقم.
وعلى قول الكلبى، يكون قوله: وَاذْكُرْنَ
ابتداء مخاطبة أمر الله تعالى أزواج النبى ﷺ على جهة الموعظة وتعديد النعمة بذكر ما يتلى في بيوتكن من آيات الله تعالى والحكمة.
قال أهل العلم بالتأويل: آيات الله: القرآن، والحكمة: السنّة.
والصحيح أن قوله: وَاذْكُرْنَ
منسوق «٢» على ما قبله، وقال: عَنْكُمُ
كقوله: أَهْلَ
فالأهل مذكر، فسماهن- وإن كن إناثا- باسم التذكير، فلذلك صار «عنكم»، ولا اعتبار بقول الكلبى وأشباهه فإنه توجد له أشياء من هذا التفسير ما [لو] «٣» كان في [زمن] «٤» السلف الصالح لمنعوه وحجروا عليه.
فالآيات كلها من قوله: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ
إلى قوله: إِنَّ اللَّهَ كانَ لَطِيفًا خَبِيرًا
«٥»، منسوق بعضا على بعض، فكيف صار في الوسط كلاما منفصلا لغيرهن؟ وإنما هذا شىء جرى في الأخبار أن رسول الله ﷺ لما نزلت هذه الآية دخل عليه على، وفاطمة، والحسن، والحسين، رضى الله عنهم، فعمد النبى ﷺ إلى كساء فلفها عليهم، ثم ألوى «٦» بيده إلى السماء فقال: «اللهم هؤلاء أهل بيتى، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا» «٧» .
فهذه دعوة رسول الله ﷺ بعد نزول الآية، أحب أن يدخلهم في الآية التى خوطب بها [الأزواج] «٨»، فذهب الكلبى وطائفة أنها لهم خاصة، وإنما هى دعوة لهم خارجة عن التنزيل والله أعلم.
1 / 187