177

د ابن حزم ليکنې

رسائل ابن حزم الأندلسي

پوهندوی

إحسان عباس

خپرندوی

المؤسسة العربية للدراسات والنشر

يصل متى شاء بلا مانع، ولا سبيل إلى غير النظر والمحادثة زمانًا طويلًا، ليلًا متى أحب ونهارًا، إلى أن ساعدته الأقدار بإجابة، ومكنته بإسعاد، بعد يأسه، لطول المدة، ولعهدي به قد كاد أن يختلط عقله فرحًا، وما كاد يتلاحق كلامه سرورًا، فقلت في ذلك: [من البسيط] . برغبة (١) لو إلى ربي دعوت بها ... لكان ذنبي عند الله مغفورا ولو دعوت بها أسد الفلا لغدا ... إضرارها عن جميع الناس مقصورا فجاد باللثم لي من بعد منعته ... فاهتاج من لوعتي ما كان مغمورا كشارب الماء كي يطفي الغليل به ... فغص فانصاع في الأجداث مقبورا وقلت: [من المتقارب] . جرى الحب مني مجرى النفس ... وأعطيت عيني عنان الفرس ولي سيد لم يزل نافرًا ... وربتما جاد لي في الخلس فقبلته طالبًا راحة ... فزاد أليلًا بقلبي اليبس وكان فؤادي كنبت هشيم ... يبيس رمى فيه رام قبس ومنها: ويا جوهر الصين سحقًا فقد ... (٢) غنيت بياقوتة الأندلس خبر: وإني لأعرف جارية اشتد وجدها بفتى من أبناء الرؤساء، وهو

(١) برشيه: بي رغبة. (٢) الجواهر الفاخرة ثلاثة الياقوت والزمرد واللؤلؤ، وليس واحد منها موطنه الصين، وأقربها إلى تلك البلاد الياقوت فإن موطنه سرنديب (انظر الجماهير للبيروني: ٨١، ٣٢ وصفحات أخرى) وقال التيفاشي: من جزيرة خلف سرنديب بأربعين فرسخًا، وهذا يقرب أن تكون الصين أو بعض الجزائر القريبة منها موطنًا له (أزهار الأفكار: ٦٣) ومهما يكن من شيء فإن الشاعر إنما يومئ إلى النفاسة التي تجعل التجار يحملون الجواهر من مكان سحيق.

1 / 182