============================================================
عليه بذل بدنه ومهجته ولم يعظم عليه شيء في بلوغ بغيته. فكن أيها السائل عن منازل التجباء ودرجات العلماء وأحوال الأئمة العظماء المقتفين على أياد(1) الأنبياء على ترك كل سبب عن منهاج القوم بعطفك عن سبيل الهداية والرشد يمنعك، فكن إلى الله تعالى راغبا فيما إليه يرفعك، واعلم أم ملاحظتك بالرغبة إلى ما قل من الدنيا أو كثرة حجاب لك في الآخرة وعلة على ملامحتك في حين نفاد البصيرة فنح عن ملاحظة الضمير ما يورثك روية النق والتقصير وصفي الضمائر وطهر السرائر بتجريد الاعتزام وإجمام الاهتمام تفردا منك بما له قصدت وفى إدراكه رغبت، فإن في إصلاحك لمن بطن في سرك إحجام لمن علن وظهر من جهر فإياك ان تميل لشيء وإن قل خطرك فيميل بك عن محمود وضح لك أمره فان أغبن الغبناء من باع كثر بقليل ما يفنى، ومن شغل نفسه عن أمور الآخرة بأمور الدنيا واجعل أيها الرجل الطالب لفصل الأحوال والمذاهب أول ما تبدأ من علمك وتقرب بفعله إلى ربك الزهد في الدنيا والاعراض علن ما مالت إليه النفس من قليل أو كثير فان قليل ما ملت به إليها يأخذ من سرك ويشغل من قلبك ويعترض على ذكرك وعلى قدر قوة ما معك من مواده وكثرة القليل منها وضعفه. كذلك تكون قوة المعترض منه وضعفه وعلى حسب الواقع من ذلك المعترض منه وضعفه وعلى حسب الواقع من ذلك يحتجب عنك فهم ما قصدت الهمة وإنما تؤثر العمال وتحصن القلوب إذا انقطعت عوارض الدنيا عنها، فإذا اعترض منها شسيء وان قل فهو المراد والعمل معا وكان ذلك يبعد المحاضر والأفهام ويوقف الحال عن لحوق الاستتمام فاحذر ما عاطفك منها ومال بك وإن قل قدره إليها يخلص بتلخصك من ذلك إلى سوى الحال وصحة الفعل والمقال فقال له العالم، وصعت يحك خدى وجمعت له همي وفرغت له قلبي وتبينت فيه رشدى وقد أملت برشد هدايتك وحقيقة دعايتك وصدق مناصحتك آن يبلغني الله تعالى إلى كل ما أومله وغاية ما أطلبه وقد رأيت ينابيع الحكمة الجارية من مكنون سرك على لسانك واصله إلى بعض ما تقصدني به وقد ذقت سائغا من مائه فأو جدني انتعاش تبينه محبة نفعك لي فردني منه ما تقوي به الحياة الباعثة لي من موت ما مضى في الحال (1) في ط : آثار.
مخ ۱۶۹