============================================================
معنى ذلك أن تؤدى الحقيقة من الحق مايشاء كيف أثبت بهم وعليهم وقام عنهم با لهم وثبت دواع ذلك عليهم وفيهم من جنس كماله وتمامه فوجد النعيم من غير النعيم ووجد البلاء في معلوم التعيم ووجد الوجود في غير سبيل الوجود باستتار الحق واستيلاء القهر فلما فقدت الأرواح النعيم الفيبي الذي لا تحاسه النفوس ولا تقارنه الحسوس القت فنائها عنها وطرحتهم في مفاوز مهلكات بلواها ثم آلفت بعد الفهم للفناء فناء لأن لا يجدوا طعم معلوم ولا يستريحوا إلى موجود، (امتلابهم(1) بلا إشارة إلى صفاتهم، ولا رسوم من رسوم الموصوفات إلى البواعث منه إليها، وامتحت شواهده في الآثار حين لا يوجد السبيل إلى درك الشفاء على خسالص الوجود المستولى عليه من الحق تعالى كذلك من في صفته العليا وقوة شاهده بوارد سلطانه وانما جرت البلاء على أهل البلاء حين جاذبوا وقاموا وثبتوا ولم ينخدعوا أقيم عليهم ما محقهم في نفس القوة وعلو المرتبة وشرف المنزلة وسنا النسبة ثم أحضرهم الفناء في فنائهم وأشهدهم الوجود في وجودهم (سترا خفيا وحجابا لطيفا)(2) أدركوا به عظم الفقد وشدة الاستينار ما لا يليق العلم ولا تليق (3) الآثار بصفته فطالبوه فيما كان مطالبهم ومانعوه ماكان ممانعهم وتعرفوا منه ما عرفوه إليهم لا بهم حلوا بمحل القوة ومالوا حقائق الحظوة، وتعالوا إلى حقيقة الحضرة فأقام عليه شاهدا منه فيهم، و أدركوا منه به ما أدركوا، وأوقف كل واحد منهم عند إدراكه وأفرد كل ما أنفرد منه تعالى الله عن صفة الخلائق وعز أن تشتبه الخلائق علوا كبيرا .
تم بحمد الله ومنه.
(1) مكذا في الأصل.
(2) ليست في خ (3) ليست في خ
مخ ۱۴۹