بينما مارجريت جالسة القرفصاء على الأرض، نظرت إليها بنظرة بليدة، ووجه بريء، وقالت: «هل تظنين أن علي أن أبدأ التقبيل والمداعبات الغرامية هذا الصيف؟»
قالت ألفا: «نعم.» ثم أضافت بشيء من الحقد: «لو كنت مكانك لفعلت.» بدت مارجريت متحيرة، ثم قالت: «قيل لي إن هذا كان السبب في عدم دعوة سكوتي لي في عيد الفصح ...»
لم يسمع أي صوت، لكن مارجريت انتفضت واقفة على قدميها. قالت بشفتيها فقط من دون صوت: «أمي قادمة»، وعلى الفور دخلت السيدة جانيت الحجرة، وبذلت جهدا لترسم ابتسامة على وجهها، وقالت: «أوه، ألفا. إذن فأنت هنا.»
قالت مارجريت: «كنت أخبرها عن الجزيرة، مامي.» «أوه، ثمة كم رهيب من الأكواب موجود في الأسفل يا ألفا، هلا غسلتها كلها فورا كي تنتهي منها حينما ترغبين في تناول طعام العشاء و... ألفا، هل لديك مئزر آخر نظيف؟»
قالت مارجريت: «الأصفر ضيق للغاية مامي، لقد جربته ...» «اسمعي عزيزتي ، لا داعي الآن لإخراج كل ما لديك من «هلاهيل»، ما زال أمامنا أسبوع قبل أن نسافر ...» •••
نزلت ألفا للأسفل، ومرت عبر الردهة المائلة للزرقة، فسمعت أشخاصا يتحدثون في جدية، وشيء من السكر، في حجرة التلفاز، ورأت باب غرفة الحياكة يغلق برفق، من الداخل، مع اقترابها ناحيته. دخلت المطبخ. صارت تفكر في الجزيرة الآن. جزيرة بأكملها يملكونها هم، لا شيء فيها على مرمى البصر لا يملكونه: الصخور والشمس وأشجار الصنوبر ومياه الخليج الباردة العميقة. ما الذي يمكن أن تفعله هناك؟ ماذا يمكن أن تفعل الخادمات هناك؟ ربما يمكنها أن تسبح، في ساعات فراغها، أو تخرج لتتمشى وحدها، وقد يمكنها أحيانا - ربما عندما يذهبون لشراء البقالة - أن تركب اليخت. لن يكون هناك عمل كثير ينبغي إنجازه مثلما هي الحال هنا، هكذا قالت السيدة جانيت. قالت إن الخادمات دائما ما يستمتعن بوقتهن هناك. فكرت ألفا في الخادمات الأخريات، اللائي يفقنها مهارة، الفتيات اللائي يفقنها لياقة ولطفا، هل يستمتعن حقا هناك؟ أي نوع من الحرية أو السرور وجدنه هناك، ولم تجربه هي من قبل؟
ملأت الحوض بالماء، وأخرجت رف تجفيف الصحون والأكواب ثانية وبدأت تغسل الأكواب. لم يكن ثمة ما يهم خاطرها، لكنها شعرت بأن صدرها يضيق، يضيق من الحرارة، وأنها متعبة وغير عابئة، تسمع من حولها ثرثرة غامضة غير مفهومة - عن حياة أناس آخرين، عن يخوت وسيارات وحفلات رقص - وترى هذا الشارع، وتلك الجزيرة الموعودة، تحت إبهار الشمس الطاغي والمتواصل. لم يكن بوسعها أن يكون لها صوت هنا، ولا همسة.
وعليها أن تتذكر، قبل ميعاد العشاء، أن تصعد لترتدي مئزرا نظيفا.
سمعت الباب يفتح، جاء شخص ما من الفناء. كان ابن عم السيدة جانيت.
قال: «إليك كوبا آخر. أين يمكنني وضعه؟»
ناپیژندل شوی مخ