د خوښیو سیوري نڅا

ریهاب صلاح الدین d. 1450 AH
71

د خوښیو سیوري نڅا

رقصة الظلال السعيدة

ژانرونه

عبقت صالة الجمنازيوم برائحة الصنوبر وخشب الأرز. تدلت الأجراس الخضراء والحمراء المصنوعة من الورق المحزز من حلقات كرة السلة، وحجبت النوافذ العالية ذات القضبان بأغصان خضراء كبيرة. وبدا أن جميع من في الصفوف العليا قد أتوا أزواجا. بعض فتيات الصفين الثاني عشر والثالث عشر اصطحبن خلانا تخرجوا مسبقا، من رجال الأعمال الشباب في البلدة. كان هؤلاء الشباب يدخنون في الجمنازيوم، لم يستطع أحد منعهم، كانوا أحرارا يفعلون ما طاب لهم. وكانت الفتيات يقفن إلى جانبهم، مريحات أيديهن دون تكلف فوق أذرع الرجال، ووجوههن مرتسم عليها الملل، والسأم، والجمال. تقت لأن أكون هكذا. كانوا يتصرفون - الأكبر سنا - كما لو كانوا هم الوحيدين الموجودين في الحفل الراقص، وكأننا - نحن الواقفين وهم يتحركون وسطنا ويرمقوننا بأطراف أعينهم - جمادات، إن لم نكن غير مرئيين. حينما أعلن بدء الرقصة الأولى - رقصة بول جونز الجماعية - تحركوا بتثاقل، يبتسم بعضهم لبعض وكأنهم طلب منهم أن يشاركوا في لعبة طفولية كادوا ينسونها. شبكنا أيدينا ونحن نرتجف، وتزاحمنا سويا - أنا ولوني وفتيات الصف التاسع الأخريات - ولحقنا بهم.

لم أجرؤ على النظر نحو الحلقة الخارجية وهي تمر بي، خشية أن أشهد تسارعا فظا. وحين توقفت الموسيقى ظللت حيث أنا، ورأيت وأنا أرفع عيناي بنصف نظرة فتى يدعى مايسون ويليامز آتيا نحوي على مضض. بدأ يراقصني وهو بالكاد يلمس خصري وأصابعي. كانت ساقاي ترتجفان، وذراعاي ترتعشان من مبتدأ كتفي، لم أستطع التكلم. كان مايسون ويليامز أحد الأبطال في المدرسة، يلعب كرة السلة والهوكي ويمشي في الردهات بخيلاء يكللها تجهم ملكي وازدراء قاس. ومن ثم كان اضطراره للرقص مع نكرة مثلي أمرا مؤذيا كأذى اضطراره لحفظ نصوص شكسبير. شعرت بذلك بقوة تضارع قوة شعوره به، وتخيلته يتبادل نظرات الهلع مع أصدقائه. ساقني - وأنا أتعثر - حتى حافة حلبة الرقص، ورفع يده عن خصري وأسقط ذراعي قائلا: «إلى لقاء!» وذهب.

استغرقت دقيقة أو اثنتين كي أستوعب ما حدث وأدرك أنه لن يعود. مضيت فوقفت وحيدة إلى جانب الحائط. رمقتني معلمة التربية البدنية، التي كانت ترقص بحماس بين ذراعي فتى في الصف العاشر، بنظرة متسائلة. كانت المعلمة الوحيدة في المدرسة التي تستخدم تعبير «التكيف الاجتماعي»، كنت أخشى من أنها إذا شاهدت ذلك، واكتشفت ما حدث، فقد تقدم على محاولة علنية، علنية على نحو مريع، لجعل مايسون ينهي رقصته معي. أنا نفسي لم أكن غاضبة أو مندهشة مما فعله مايسون، كنت أتفهم وضعه، ووضعي، في عالم المدرسة، وكنت أرى أن ما فعله هو التصرف الواقعي الذي كان ينبغي فعله. كان «بطلا بالسليقة»، ليس من نوعية بطل «اتحاد الطلبة» المقدر له النجاح بعد المدرسة؛ فأي واحد من هؤلاء كان سيرقص معي بلطف وتسامح ويتركني في سرور لا يفوقه سرور. ومع ذلك، تمنيت ألا يكون عدد كبير من الأشخاص قد رأى ذلك. كنت لا أحب أن يرصد الآخرون ما يحدث. ورحت أقرض الجلد الناتئ حول إبهامي.

حينما توقفت الموسيقى انضممت إلى حشد الفتيات في طرف الجمنازيوم. قلت لنفسي: تظاهري بأن ذلك لم يحدث. تظاهري بأن الحفل يبدأ، الآن.

بدأت الفرقة تعزف مجددا. اعترت الحشد الكثيف الموجود ناحيتنا حركة، كان يتضاءل سريعا؛ فقد جاء الفتيان لدعوة الفتيات، اللائي ذهبن لمراقصتهم. ذهبت لوني، وذهبت الفتاة التي كانت تقف إلى جانبي الآخر. لم يطلب مني أحد أن أراقصه. تذكرت مقالة قرأتها في مجلة، كانت تقول: «كوني مرحة! دعي الفتيان يرون عينيك تتألقان، دعيهم يسمعون الضحك في وقع صوتك! هذا أمر بسيط وواضح، لكن كم من فتاة تنسى ذلك!» كان هذا صحيحا، لقد نسيت. كان حاجباي معقودين من التوتر، لا بد أنني كنت أبدو مذعورة وقبيحة. سحبت نفسا عميقا وحاولت أن أرخي وجهي. ابتسمت، لكنني شعرت بالسخف وأنا أبتسم للا أحد. لاحظت أن الفتيات في حلبة الرقص - الفتيات المحبوبات - لم يكن يبتسمن، كثير منهن كانت وجوههن بليدة، متجهمة، ولم يكن يبتسمن مطلقا.

كانت الفتيات لا يزلن ينصرفن إلى حلبة الرقص. منهن من ذهبن - يأسا - برفقة فتيات مثلهن، لكن معظمهن ذهب برفقة فتيان. فتيات بدينات، فتيات ببثور، فتاة فقيرة لم تكن تملك ثوبا لائقا واضطرت لارتداء تنورة وسترة لحضور حفل الرقص؛ كلهن دعين للرقص، ورقصن دون تردد. لماذا دعين ولم أدع أنا؟ لم كل الفتيات ما عداي؟ أنا أرتدي فستانا مخمليا أحمر، وموجت شعري بالبكرات، واستخدمت مزيل رائحة العرق، ووضعت الكولونيا. قلت في نفسي متضرعة: «يا إلهي!» لم أستطع أن أغمض عيني أثناء ذلك، لكني رحت أردد في نفسي: «أرجوك يا إلهي! أنا! أرجوك!» وشبكت أصابعي خلف ظهري بطريقة أكثر فعالية من شبك السبابة والوسطى، كانت هي نفسها الطريقة التي كنت أنا ولوني نستخدمها كي نتحاشى إرسالنا إلى السبورة في حصة الرياضيات.

لم تنجح تلك الطريقة، وحدث ما كنت أخشاه. سأظل منبوذة. كان ثمة أمر غامض بشأني، أمر لا يمكن علاجه مثل رائحة النفس الكريهة أو أمر لا يمكن إغفاله كبثور الوجه، والجميع كان يعلم بذلك، أنا أيضا كنت أعلم، طوال الوقت. لكنني لم أكن متأكدة، كنت آمل أن أكون مخطئة. تصاعد اليقين بداخلي كالمرض. مررت بفتاة أو اثنتين كانتا هما الأخريان منبوذتين، وذهبت إلى حمام الفتيات، واختبأت داخل إحدى الكبائن.

هناك مكثت. بين الرقصات كانت الفتيات يدخلن ويخرجن على عجل. كانت الكبائن كثيرة، فلم تلحظ إحداهن أنني لست شاغلة مؤقتة لتلك الكابينة. أثناء الرقصات، استمعت للموسيقى التي أحبها لكني لم أشارك بأكثر من ذلك؛ لأنني لم أكن أنوي المحاولة ثانية. كنت أرغب فقط في الاختباء هنا، والخروج دون أن أرى أي شخص، ثم العودة للمنزل.

ثم حدث في مرة من المرات بعد أن بدأت الموسيقى العزف أن تخلفت إحداهن. تركت الماء يجري وقتا طويلا، وهي تغسل يديها وتمشط شعرها. كان مكوثي في الكابينة كل هذا الوقت سيبدو مدعاة للضحك في نظرها. من الأفضل أن أخرج وأغسل يدي لعلها تغادر أثناء ذلك.

كانت تلك هي ماري فورتشن. كنت أعرفها اسما؛ لأنها كانت مرشدة في «جماعة الفتيات الرياضية» وكانت على لوحة الشرف ودائما تنظم فعاليات. كانت مشاركة على نحو ما في تنظيم هذا الحفل الراقص، فقد جالت على كل الفصول تنشد متطوعين للمشاركة في أعمال التزيين. كانت في الصف الحادي عشر أو الثاني عشر.

ناپیژندل شوی مخ