تلك الرحلة الطائشة، هل كانت هكذا لأنها كانت المرة الأولى لي، أم لأني كنت ثملا قليلا على نحو غريب؟ كلا. كانت كذلك بسبب لويس. ثمة أشخاص لا يسعهم سوى التمادي قليلا في علاقة الحب وآخرون بإمكانهم التمادي كثيرا، وتقديم إذعان أكبر، كالزاهدين. ولويس - زاهدة الحب تلك - جلست الآن في الجانب البعيد من مقعد السيارة، تبدو باردة وشعثة الشعر، ومنغلقة تماما داخل نفسها. كل الأشياء التي أردت إخبارها بها أخذت تضطرب في رأسي بلا معنى: سأحضر لرؤيتك مجددا ... اذكريني ... أحبك، لكني لم أنطق بأي كلمة من هذا. لن تبدو هذه الكلمات حتى شبه صادقة عبر المسافة التي تفصل بيننا. كنت أفكر: سأتحدث إليها قبل أن نصل إلى الشجرة التالية، قبل الهاتف التالي، لكنني لم أفعل. كل ما فعلته هو قيادة السيارة أسرع فأسرع مقتربا أكثر من البلدة.
ومضت أنوار الشوارع من خلف الأشجار المظلمة أمامنا؛ كان هناك حراك بالمقعد الخلفي.
قال جورج: «كم الساعة الآن؟» «الثانية عشرة وعشرون دقيقة.» «لا بد أننا أفرغنا تلك الزجاجة. لا أشعر بأنني على ما يرام. يا إلهي، لا أشعر أنني على ما يرام. كيف تشعر؟» «بخير.» «بخير، أليس كذلك؟ تشعر أنك أنهيت دراستك اليوم، أليس كذلك؟ أهذا ما تشعر به؟ هل فتاتك نائمة؟ إن فتاتي نائمة.»
قالت أديليد في نعاس: «لست نائمة. أين حزامي؟ جورج ... يا إلهي. والآن أين فردة حذائي؟ ما زال الوقت باكرا بالنسبة لليلة سبت، أليس كذلك؟ بإمكاننا الذهاب وإحضار شيء نأكله.»
قال جورج: «لست في مزاج يسمح لي بالأكل. أريد أن أنال قسطا من الراحة، علي النهوض باكرا غدا لأذهب إلى الكنيسة مع أمي.»
قالت أديليد في ريبة، لكن دون غضب كبير: «أجل، أعلم هذا. كان بإمكانك على أية حال ابتياع شطيرة هامبرجر لي!»
قدت السيارة حتى منزل لويس، التي لم تفتح عينيها حتى توقفت السيارة.
جلست ساكنة للحظة، ثم مررت يدها فوق تنورة ثوبها، لفردها. لم تنظر إلي. تحركت لتقبيلها، لكن بدا أنها تبتعد قليلا للوراء، وشعرت بوجود شيء مخادع ومصطنع حيال تلك اللفتة الأخيرة رغم كل شيء. فليس ذلك من طبعها.
قال جورج لأديليد: «أين تسكنين؟ هل تسكنين بالقرب من هنا؟» «أجل، على بعد بنايات قليلة.» «حسنا، هل يمكنك النزول هنا أيضا؟ علينا العودة إلى المنزل الليلة.»
قبلها، وترجلت الفتاتان من السيارة.
ناپیژندل شوی مخ