فتجاهلت قطام وقالت: وما الذي تتمناه يا سيدي؟
قال: لقد جئتك خاطبا وأنت في أحزانك عساي أن أستطيع تفريجها فاطلبي مني ما تشائين مما تقر به عيناك.
فتنهدت قطام ثم قالت: إني لأعجب من تسرعك في الطلب ونحن لم نلتق قبل الآن.
فقطعت لبابة كلامها قائلة «نعم إنكما لم تلتقيا قبل ولكن لبابة تعرفكما جيدا وإذا أذنت مولاتي بكلمة فأقول إنكما إنما خلفتما لتعيشا معا».
فسكتت قطام فقال ابن ملجم «ومع ذلك فاطلبي ما تشائين فيكون لك».
فظلت قطام ساكتة برهة تتظاهر بالحياء والتردد إتماما للحيلة. ثم التفتت إلى لبابة كأنها تقول لها «إني استحي أن أقول» فقالت لبابة أنا أقول.. اجعل مهرها ثلاثة آلاف دينار وعبدا وقينة.
و لم تتم لبابة قولها حتى صاحت قطام «لا. لا يرضيني ذلك ولا مطمع لي في المال كما تعلمين» فقال عبد الله «اطلبي ما تريدين».
فتظاهرت بالتمنع وصبرت هنيهة كأنها تستخف بما اقترحه عليها من الطلب ثم قالت «إن مهري إنما هو قتل علي بن أبي طالب قاتل أبي وأخي».
فابتسم عبد الرحمن ونظر إليها ويده على قبضة سيفه وقال «إن ذلك وما قالته هذه الخالة سيكونان لك: ثلاثة آلاف دينار وقتل ابن أبي طالب وعبد وقينة. فإن مثلك لا يعز في سبيل نيلها مهر. واعلمي أني إنما جئت الكوفة لهذه الغاية انظري إلى هذا السيف (وجرده فلمع نصاله لمعانا شديدا) إني اشتريته بألف وسممته بألف لأقتل علي ابن أبي طالب به.
فابتسمت وقالت ولكنني أرجو أن يكون ذلك عاجلا لئلا تفوت الفرصة فقال إن موعدنا قريب لم يبق منه إلا يوم وليلة سأقتله في صباح 17 من هذا الشهر المبارك أي بعد غد فاطمئني.
ناپیژندل شوی مخ