170

قال «أظنه وقع في منتصف الليل أو ونحوه».

فحول عمرو انتباهه إلى باب الحجرة وتأمل خلعه فتبين له أنه خلع من الخارج لأنه رأى آثارا معالجته بادات من الخارج. فقال «يظهر أن قطام ليست وحدها القاتلة لان يدا عالجت الباب وفتحته فمن فعل ذلك يا ترى؟»

وكانت خولة لما رأت لبابة مائتة وقطام قد نجت أسفت لما كانت تبغيه من العفو عنها وتضاعفت نقمتها عليها ولو حضرت بين يديها في تلك الساعة لقتلتها بيدها.

وكان عبد الله يشارك عمرا بالبحث فلما رآه يبحث عمن خلع الباب انتبه لساعته وقال «لقد كشفت الغامض وعرفت القاتل إنه ريحان عبد قطام فقد شاهدته في دار الأمير بالأمس قبل المحاكمة ولم أسمع الأمير أمر بالقبض عليه وأنه احتال بخلع الباب وساعد سيدته على قتل العجوز انتقاما لها أو خوفا من لسانها».

فصاح عمرة للحال «لقد أصبت كبد الحقيقة إنه ذلك العبد بعينه ثم أمر بالجثة فحملت ودفنت وعاد الجميع آسفين لنجاة تلك الخائنة من بين أيديهم ولكنهم عزوا أنفسهم بصفاء المودة بينهم وخصوصا خولة عبد الله فإنهما كانا يتوقعان قدوم سعيد ولا ينغص عيشهما إلا فرار قطام ومقتل الإمام علي أن عمرا عول على البحث عنها ومعاقبتها».

الفصل الخامس والمائة

غوطة دمشق

أما بلال فلما بعثه عبد الله ليتربص مع سعيد في الكوفة سار إلى دمشق فرأى سعيدا بانتظاره هناك فحكى له ما قر القرار عليه واستنهضه للمسير إلى الكوفة فاستمهله يومين ريثما يقضي بعض الحوائج. وفي أصيل اليوم الثاني حملا أحمالهما وخرجا على جمليهما على أن يبيتا تلك الليلة في غوطة دمشق ويصبحا في اليوم التالي على طريق الكوفة.

وفي خروجهما من باب المدينة لقيهما رسول عبد الله القادم لاستقدامهما إلى الفسطاط وهو يعرف بلالا فأوقفه ودفع الكتاب إلى سعيد فقرأه سعيد وهو لا يصدق لعظم ما هاله من الفرح للقبض على قطام مع رضاء عمرو وما توسمه من شوق خولة إليه.

أما بلال فتأسف للقبض على قطام في غيابه مخافة أن يعفو عن قتلها أو أن يقتلها أحد سواه وهو يود أن يقتلها بيده ليشفي منها غليله.

ناپیژندل شوی مخ