وفدنا سيذهب إلى الاجتماع على ظهر عربة لا كالقبائل الأخرى على ظهور الحمير، سلطان قدايا نفسه سيأتي على ظهر حمار وحشي على أحسن تقدير، سلطان الدغليين كلهم، الشرق أيضا يحترمه ويقدر كلمته.
جئت على عربة، إنها سيئة، تجعل بطني تهتز كقربة ماء، وتملأ جلد النمر الذي أرتديه غبارا، وربما اصطدمت بصخرة أو بشجرة أو بتلة ألقت بنا على الأرض، ولكننا أتينا على عربة. وهكذا يترحل البونا البرص في بلادهم ما وراء الأدغال، خطوة جيدة في سكة التطور، نحن دائما نسعى لكي نصبح الأفضل في الدغل.
آه لو أطعنا هذا السيد الأبرص وبنى لنا بيتا لتلقي المعرفة، بيتا لتلقي العلاج، وبيتا لصناعة مثل هذا الشيء الذي يجري كالنمر الأرقط! بإمكاننا استثمار ذهب القبيلة من أجل ذلك. آه لو عاد الأبناء من البلاد المتقدمة! لأنهم سيحققون أحلام القبيلة كلها في رمشة عين، وليطير البونا مع الرياح، بالتأكيد سيركع الدغل كله لنا، وليندموا ما شاء لهم وليشربوا الكشو، إنهم أبناؤنا وعلمناهم بدمنا، إنهم لم يرسلوا أبناءهم لتلقي العلم.
كان ينظر لمستر جين، الذي يهتز رأسه مع كل قفزة للجيب على خور أو بقايا شجرة صعب على المحاربين اقتلاعها ...
أبرص قبيح متخلف. •••
هاشي ما، سيدة كبيرة في العمر، وأكبر من سنها حكمتها، عايشت شركة الأخشاب وهي طفلة؛ ترى العربات التي تجرها حمر الوحش وعليها جذوع أشجار التك والمهوقني الضخمة، رأت أيضا العربات الصغيرة التي يستغلها مواطنون من الدغل الشرقي والبونا على حد سواء في التنقل السريع، ورأت بعض شاحنات الخشب الآلية أيضا تنهب الأرض مثيرة للأغبرة مصدرة دخانا كثيفا، ورأت بأم عينيها الفأس التي تعمل وحدها وبسرعة الشيطان في قطع الأشجار، حتى تلك التي ليس بإمكان مائة محارب أشداء قطعها في شهر كامل، تستطيع هذه الفئوس ذات الصراخ المرعب قطعها في لمح البصر.
ورأت، ولكنها لأول مرة تركب هذا الشيء المدهش وتتمنى وبصدق، أن يتوقف هذا الوحش المجنون، ينزلها هنا، وسأمضي بأقدامي إلى حيث الاجتماع: هششش كلوا ...
مر بمخيلتها يوم لقاء المجلس لأول مرة مع جين، وكانت فلوباندو في ذلك الوقت تترجم بصعوبة حيث لم تمكث مع البونا سوى ثلاثة أشهر، وتذكرت قول جين لهم: لا تدهشكم حضارتنا، إن ضررها لهو أكثر من نفعها.
وتذكر رده عندما طلب من الكواكيرو لأول مرة إنشاء بيت للتعلم وآخر للتشفي، وتذكر تعليقه الغريب على إرسال الأطفال إلى المدينة للتعلم: «هذا أسوأ ما يمكن القيام به تجاه أبنائكم، والأجدر أن تحتفظوا بذهبكم وبقركم للمفاخرة بدلا من صرفها في شيء سيعود إليكم بالخراب.» كيف ذلك أيها البونا؟ قال: «أنتم الآن تعالجون مرضاكم بما لديكم من طرق ورثتموها من أجدادكم وأعشاب تنمو بالدغل بكثرة، أنتم الآن تديرون شئون الدغل بينكم بأسلوب رفيع وتراض تام، أنتم تأكلون وتشربون وتنامون وتنجبون أطفالا، وتزرعون وتحصدون وتصطادون وتركبون حمر الوحش، فماذا تظنون أن أبناءكم سوف يضيفون إلى ذلك؟»
نحن نتطلع إلى حياة أفضل، فإلى متى نظل نتعالج بالكشو والطج؟ نعرف أن بالشرق علاجا أسرع شفاؤه لمرض الحمى وله طعم حلو، إلى متى نظل لا نعرف شيئا عن القراءة والكتابة؟ وحتى الخطابات التي يرسلها لنا أبناؤنا تظل مغلقة إلى حين عودتهم، أتظن أن هذا أفضل لنا؟ قال وهو يهز كتفيه بغير مبالاة: «لا أدري، في الحق لا أدري، ولكن، ولكن أقول لكم: احذروا الحضارة.»
ناپیژندل شوی مخ