قالت تحملق بعيدا في الظلام متجاهلة كفه التي وضعها على فخذها الكبير العاري محاولا استمالتها متقمصا شخصية الصادق الكدراوي الذي يؤمن بنظرية: «مع المرأة اعمل ثم فكر وفقا لردود أفعالها؛ لأن المرأة وعاء مغلق لا تفتحه الكلمات.
لا تقل للمرأة أحبك، لكنك إذا عمدت إلى تقبيلها فهي تفهم.»
حمل كفه كل إرث الصادق الكدراوي؛ تجربته مع النساء، شيطنته اليومية، كانت فلوباندو تحاول ألا تهتم وهي تحكي له بجدية عن ميلاد سنيلا، كلما أحس بدفء جسدها انتهرته جملتها «كل شيء يبدأ بالرأس، أقنعني أولا.»
كانت مسز جين شديدة الهزال في شحوب دائم، نتيجة لإصابتها بمرض ما، إصابتها في مجال العمل، لا تتحمل أية مشقة أو تعكر جو خاصة الدخان، ما كان جين يرغب أن تغامر وتحبل وتتعرض لمشاق الإنجاب، لكن مسز جين هي التي تصر على أن تلد أطفالا، كانت تؤكد مقدرتها على إنجاب خمسين طفلا أصحاء، وبإمكانها إرضاعهم جميعا، كنت لا أشك في إمكانية أن تنجب أطفالا، لكن أن ترضع ولو طفلا واحدا هذا ما لا أصدقه ولا يصدقه أحد رأى صدرها؛ ثدياها ليسا سوى نقطتين محمرتين على قفصها الصدري لا شيء آخر، لذا كنت أضحك من أعماق قلبي كلما سمعت أنها سترضع خمسين طفلا، في الأيام التي سبقت الحمل كانت مسز جين تأكل بنهم طعام الكراواوا وهو مفيد لنمو الجسد بسرعة، وعادة ما تطعم به الصبيات المقبلات على الزواج، لأن تحضيره يحتاج لجهد شاق استأجر جين رجلين من محاربي القبيلة لكي يجلباه من الغابة، هو عبارة عن عصارة تصنعها حشرة صغيرة يسمونها الكراواوا تشبه الديدان لكنها من الشراسة بحيث لا تترك غذاء يرقاتها للأغراب إلا بعد معركة حامية قد تودي بحياتها وإنزال خسائر بالعدو جسيمة لأن قرصتها تؤلم كلدغة العقرب. فعلا ازداد حجم مسز جين بصورة ملحوظة إلى أن بلغت حدا بدأت بعده في الاستعداد الفعلي للحبل، لقد حدثتك فيما مضى بأنهما كانا منفصلين عن بعضهما في الفراش، أما في هذه المرحلة فقد أخذ صراخها في الليل يمنعني النوم، كانت تصيح بشكل متواصل قبل وأثناء وبعد الممارسة الجنسية، لم أعرف السر وراء ذلك أبدا، بالتأكيد الأمر لم يكن متعلقا بفحولة مستر جين، فلقد كنت أتحمله دون أن تصدر مني ولو آه واهنة، ليس لأن ذلك عيبا، لا، لكن لا أظن أن الأمر يتطلب ذلك.
بعد ثلاثة أشهر من الضجيج الليلي حبلت مسز جين، كان هذا حدثا غير كل شيء في حياتنا، كل شيء، تصدرت مسز جين جدول اهتماماتنا، بل أكثر من ذلك أصبحنا أنا ومستر جين خادمين وفيين لماريانا.
في الصباح الباكر وقبل الشروق بقليل تنخفض درجة الحرارة بصورة مرعبة في المنطقة، فنخرج على العربة التي يجرها حمار الوحش، عربة الجنة، كما يسميها مستر جين، دائما يقول: ليست في الجنة قطارات، طائرات، أو مواصلات، الجنة حمر الوحش. تأخذنا عربة الجنة إلى بحيرة الماء غير العذب حيث نغطس في الماء إلى أن تشرق الشمس، يدفأ الدغل، تصبح ماريانا في حاجة لحمام شمسي، هذا لا يتأتى إلا عند المرتفع حيث الكهف الذي تسكنه، السماء هنالك قريبة، المكان ليس ببعيد عن البحيرة، أنت تعرف بحيرة الماء غير العذب حيث وجدك المحاربون تصور الفضاء عدة مرات أو تتجسس. - هل عدنا لمسألة التجسس مرة أخرى؟
قالت ضاحكة: تتجسس على سنيلا وهي ترقص.
قرصها على فخذها الكبير وهو يحاول أن يضحك بانفعال مصطنع.
قالت وفي فمها ابتسامة لم يرها: قصر يدك.
ثم أضافت من دون انفعال : إن سنيلا هي أكثر فتاة تجيد الرقص في الدغل كله، وفي تاريخ قبائل «لالا» و«فترا» و«شاري» لم ترقص مثلها إلا إجيلا، وقد مضت عشرات السنين منذ أن توفيت إجيلا، لكن إلى اليوم هي حية باقية في الناس، يسمون بناتهم باسمها، ولو أن سنيلا ليست برصاء لنالت مكانة سامية بين قبائل الدغل مثل إجيلا ولتزوجها أشجع الشجعان ...
ناپیژندل شوی مخ