وبعد مداولات طالت برطانة لا يفهم سلطان تيه منها شيئا، أزاح المحاربون الشبان الأشواك، قام نفر منهم بجر جثة الذئب إلى حيث الطبل القابع الساكن الساكت تحت العرديبة الطفلة، حدث ذلك برفق شديد، أدى الجمع صلاة صامتة في شكل رقص حزين، أتبعته نقرات خفيفة على الطبل أداها الأبيض الأشقر الأعور، مخلفات آل جيني، أو كما يظن. يبدو أنني قتلت شيئا مهما، شيئا مقدسا.
تورطت يا سلطان تيه.
أين الصادق الكدراوي؟
هل سيقتلونني كما قتلت؟
هل يربطونني لأبناء الذئب ينتقمون مني؟
هل؟ هل؟
أخذ بعض المحاربين يسلخون الذئب، بينما اتجه الرجل الشيخ نحوه، معهم الفتاة الناهد الجميلة، بعض المحاربين وقفوا حوله في حلقة، كان رجلا شجاعا سلطان تيه، وهو يرتعد من الخوف في انتظار المصير المجهول، لا وقت لديه لقراءة التعاويذ أو ذكر أسماء أهل الكهف وكلبهم. بينما هو في شتاته إذا بصوت الفتاة يأتيه بكل وضوح:
Who is there?
بلغة إنجليزية سليمة دون أية لكنة كأنما هي لغتها الأم، أحس بطمأنينة بالغة كأنما قفز من حضن الغول إلى حضن أمه مباشرة، دون مقدمات أزاح الناموسية ببطء، أطل بوجهه نحو الجمع الذين كانت دهشتهم أكبر لتبينهم أنه ليس إلا رجلا أسود مثلهم، وجهه كوجوههم، كل شيء فيه فيهم إلا أسلوب لباسه الذي رأوه من قبل عند مسز ومستر جيني في أيامهم الأولى ورأوه بين حين وآخر يلبسه الصيادون، ورآه من يذهب منهم للمدينة حيث يلبسه الشرقيون، يلبسه الحكوميون الذين كثيرا ما اصطدموا بهم، يلبسه العسكر الحكوميون، رأوا فيه شخصا عاديا، ربما كان صيادا ضل طريقه.
من أنت؟
ناپیژندل شوی مخ