كان سلطان تيه يعد نفسه لمغادرة الدغل، ترك له تيم سلاحا شخصيا حديثا وبه ذخيرة بكمية معقولة ووداعا مدهشا.
هؤلاء الصعاليك أي مدينة داعرة أفاختهم؟! أي جحيم؟! وداعا أصحابي أهل الكهف! حمران، زادك الله نوما كالموت!
كان يحملق في خربشة الكلب على الحائط حينما سمع صوت فلوباندو في الخارج، أنت ماذا تريدين؟ لقد قال تيم كل شيء، كما أنني مشغول برحيلي ولا أرغب أية امرأة.
قالت ضاحكة: ومتى كنت ترغب في امرأة؟ لقد كنت أشهر عنين وطئت قدماه أرض الدغل.
قال وهو يحس بجفاف مر في حلقه: يبدو أن ذاكرتك لا تحتفظ بشيء.
فانفجرت بضحك صاخب ثم سكتت فجأة، رقدت على فراش الموز مباعدة ما بين ساقيها رافعة رجليها لأعلى، قالت: الرجال الذين تحترمهم النساء يستلقين من أجلهم هكذا، والرجال الذين لا تحترمهم النساء يعطينهم مؤخراتهن فقط ...
ثم نهضت في حركة رياضية بارعة وقالت: أرسلني إليك الكواكيرو. - قولي له سلطان تيه لن يذهب إليك ولا يريد محادثة أحد إطلاقا. - يبدو أنك غضبت لأنني أريتك الفرق بين العنين والرجل الفحل، لا يهم، المهم أن تذهب للكواكيرو، وعليك ألا تخلط ما بين الشخصي والعملي. - لن أذهب. - الكواكيرو يريد أن يزوجك سنيلا الآن. - لن أذهب.
ولكنه أحس في ذاته بأنه سيذهب ولكن ليس مع فلوباندو، ولا أن تشمت به فلوباندو ولن ينكسر أمامها ... ألا ترغب في برصائك المحببة إلى قلبك؟ لأول مرة في حياته يحس بأنه يجب عليه أن يقتل، أن يقتل. والإحساس بالحاجة لقتل إنسان إحساس لذيذ عنيف يسري في الدم كالثعبان المسحور، ودون أن يدري وجد نفسه يقبض على سلاح تيم الأوتوماتيكي يحشوه في سرعة رهيبة ويصوبه ناحية فلوباندو، كانت تنظر إليه في دهشة وهو يردد في حماس مسعور: سأقتلك الآن، سأقتلك، سأقتلك ...
كان يرتجف كزرزور عجوز صعقه البرد، تيار القتل الخبيء يدب فيه، يحرك أنامله نحو لذة إنهاء شيء ما، فليكن فلوباندو، لا فرق والموت يسري، فليستطيونس، الراعي النئوم ذو حمران، يهمس الراعي في أذنه بينما يمسك بيد باردة قديمة عجفاء نخرة ذراع سلطان تيه بقوة.
لا هكذا يتعامل الرجل مع المرأة، فلقد خلق الله المرأة لكي تنجب لنا الأطفال، وها هي قبل لحظات تشهدك سر خلقها، فلقد باعدت لك ما بين نهريها وأرتك ما لو أرته لحجر لتمطت شهوة فعله، وها أنت ترى المعجزة وتصر على الكفر.
ناپیژندل شوی مخ