شرب الدنبا التي اشتاق إليها كثيرا، تحدث عن عشرات أبناء القبيلة بالبلاد الأخرى واحدا واحدا، قال: إنهم جميعا سيأتون.
قال لآبائهم وأمهاتهم: نحن على صلة ببعضنا عبر تجمع أبناء الأوسط والشمالي. - هل نوجا معكم أيضا؟
نعم، إنه معنا. - هل شينو معكم أيضا، إنه ابني؟
نعم، إنه معنا.
وهل دنقو، وهل رودنا، وهل مابا، وهل لوبا، وهل دودو، وهل نيلو ...
نام وتركهم حوله يسألون ويتفاءلون. وعندما أراد الجميع الانصراف انتفخ الكواكيرو قائلا: ألم أقل لكم إن الأبناء سيأتون؟ قلبي لا يكذب، فليستعد القوم غدا للاحتفال ب «بابو» وبما سيقدم من أبناء.
لم تكن له متعلقات كثيرة، فقط حقيبة صغيرة بها بعض الملابس الداخلية وبيجامة النوم، وتحتوي أيضا على جواز سفر وبعض العملات الأجنبية والكتب وراديو صغير ديجيتال، وله في جيب سترته جهاز اتصال إرسال واستقبال
30000 km . استيقظ مبكرا، ليس كعادة أهل الدغل حيث إن البرد الصباحي القارس يحول دون فراقهم لمراقدهم الدافئة وبطاطين الرافيا الثقيلة، كما أن ما الشيء الذي نستيقظ من أجله مبكرين؟
ذهب للبحيرة كمحاولة عاطفية للربط بين الماضي والحاضر، ولإشباع الرغبة في تأكيد عودته إلى الدغل، هنا حمام القرية الطبيعي ومنذ طفولته المبكرة كان يحضر وأقرانه للاستحمام واللعب، لا تزال البحيرة تحتفظ بدفء أجسادنا، وسيتذكر الأشياء كلها مدغولة بسفره الشاسع من أجل العلم، ولكنه لا يستطيع أن يعطي مساحة للماضي، لرقص هذا الغياب الممتد الحزين؛ لأن برأسه أشياء وأشياء يفكر فيها، أشياء بكبر الدغل، وعندما لحق به بانارودنا طلب منه مصاحبته في جولة حول المكان، دارا في الغابات المجاورة؛ أماكن مياه الشرب، التلال الصغيرة، الأحزمة النباتية الكثيفة الخيران، إبط الشيطان؛ إبطا إبطا وشيطانا شيطانا. وكان ناعما صلدا لا يتعبه المشي ولا خوض البرك والطين أو صعود الجبيلات ولا اختراق الأعشاب الشوكية، كان ناعما صلدا، ما أثار إعجاب بانارودنا وأثار دهشته.
هل هنالك جبال وغابات ونخيل وشوك وطين مثل هذا الطين؟
ناپیژندل شوی مخ